هل المذكور في هذين الخبرين هو ذو الكفل المذكور في القرآن؟

0 652

السؤال

ما صحة هذا الحديث؟ وهل الكفل نفسه ذو الكفل عليه السلام؟
كان الكفل من بني إسرائيل، لا يتورع من ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا، على أن يطأها، فلما أراد أن يفعل، أرعدت، وبكت، فقال: ما يبكيك؟ أكرهتك؟ قالت: لا، ولكن هذا عمل لم أعمله قط، وإنما حملني عليه الحاجة. قال: فتفعلين هذا، ولم تفعليه قط؟ فتركها، وقال لها: اذهبي، فالدنانير لك. ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل أبدا. فمات من ليلته، فأصبح مكتوبا على بابه: قد غفر الله للكفل.
ثم هل المذكور في هذا الأثر- الخبر هو ذو الكفل عليه السلام؟
"إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل، آتاه الله الملك، والنبوة، ثم أوحى الله إليه أني أريد قبض روحك، فاعرض ملكك على بني إسرائيل، فمن تكفل لك أنه يصلي بالليل حتى يصبح، ويصوم بالنهار فلا يفطر، ويقضي بين الناس فلا يغضب، فادفع ملكك إليه، فقام ذلك النبي في بني إسرائيل وأخبرهم بذلك، فقام شاب، وقال: أنا أتكفل لك بهذا. فقال في القوم: من هو أكبر منك فاقعد، ثم صاح الثانية والثالثة، فقام الرجل، وقال: أتكفل لك بهذه الثلاث، فدفع إليه ملكه، ووفى بما ضمن. فحسده إبليس، فأتاه وقت القيلولة، فقال: إن لي غريما قد مطلني حقي، وقد دعوته إليك فأبى، فأرسل معي من يأتيك به، فأرسل معه، وقعد حتى فاتته القيلولة، ودعا إلى صلاته، وصلى ليله إلى الصباح، ثم أتاه من الغد عند القيلولة، فقال: إن الرجل الذي استأذنتك له في موضع كذا، فلا تبرح حتى آتيك به، فذهب وبقي منتظرا حتى فاتته القيلولة، ثم أتاه، فقال له: هرب مني، فمضى ذو الكفل إلى صلاته، فصلى ليلته حتى أصبح، فأتاه إبليس وعرفه نفسه، وقال له: حسدتك على عصمة الله إياك، فأردت أن أخرجك حتى لا تفي بما تكفلت به، فشكره الله تعالى على ذلك ونبأه، فسمي ذا الكفل"
وما صحة هذا الأثر/الخبر؟ ومن هو ذو الكفل عليه السلام إن كنتم تعلمون؟
أرجو شرحا واضحا، مفصلا، وموثوقا.
وشكرا.
والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فأما ذو الكفل، فقد قال ابن كثير وغيره، إن ظاهر سياق القرآن يدل على أنه نبي؛ لأنه قرن مع الأنبياء في قوله تعالى: وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين* وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين {الأنبياء: 85-86} . وتوقف ابن جرير في ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 165397.
وأما الحديث الأول: فقد رواه الإمام أحمد والترمذي، وضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة، ولو كان الحديث صحيحا فليس المذكور هو ذا الكفل.

  فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية: ورواه الترمذي من حديث الأعمش به. وقال حسن. وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر، فهو حديث غريب جدا، وفي إسناده نظر فإن سعدا هذا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد. ووثقه ابن حبان. ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا. فالله أعلم. وإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل. وإنما لفظ الحديث "الكفل" من غير إضافة، فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن الكريم. انتهى.
وأما الأثر الثاني: فلم نجد من حكم عليه بالصحة والضعف، وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية، ولم يعقب عليه بشيء، وذكر أن هذا الأثر رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند، عن مجاهد. انتهى. ثم ساق القصة كاملة، ثم قال: وقد روى ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس قريبا من هذا السياق. وهكذا روي عن عبد الله بن الحارث، ومحمد بن قيس، وابن حجيرة الأكبر، وغيرهم من السلف نحو هذا. انتهى.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات