السؤال
أنا متزوجة وعندي صلة برجل، لكنها لا تتعدى المكالمة بالتليفون، وهذا الرجل يمدني بمساعدات مالية من غير أن يراني، فهل المال الذي آخذه منه حرام؟
أنا متزوجة وعندي صلة برجل، لكنها لا تتعدى المكالمة بالتليفون، وهذا الرجل يمدني بمساعدات مالية من غير أن يراني، فهل المال الذي آخذه منه حرام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب عليك أيتها السائلة أن تقطعي هذه الصلة بالرجل الأجنبي.. فالكلام مع الأجنبي إذا كان يشتمل على الخضوع في القول فإنه محرم إجماعا، قال الله تعالى: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا [الأحزاب:32]، وللمزيد في هذا راجعي الفتوى: 24854، والفتوى: 17214.
أما المساعدات المالية، فلا يجوز قبولها، لأنها بلا شك وسيلة إلى الوصول إلى ما حرم الله تعالى، وهذا لا شك من كيد الشيطان، فقد يستدرج كلا منكما وتتطور الأمور حتى تقعا في ما يسخط الله تعالى، ولا خير في اكتساب المال من وجه محرم، فإن من يتناول الحرام أكلا وشربا وأخذا وعطاء تناله عقوبة الله تعالى ولا يستجاب له دعاء، والدعاء هو أساس العبادة، فقد أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال الله تعالى: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به. أخرجه الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الأوسط كما جاء في مشكاة المصابيح.
والمراد بالسحت: كل كسب حرام، فما أخذته من هذا الوجه المحرم عليك التخلص منه، والأحسن أن يكون ذلك عن طريق صرفه إلى لجنة تهتم ببعض مجالات الخير ككفالة الأيتام ونحو ذلك، وأن تكثري من الأعمال الصالحة عسى الله تعالى أن يتقبل توبتك ويوفقك إلى الاستقامة على ما يحب ويرضاه.
والله أعلم.