الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مكالمة ابنة الخال دون حاجة والنظر إليها والاحتفاظ بصورتها وهي صغيرة

السؤال

أنا شاب في العشرين من عمري، من أسرة ملتزمة، أحببت فتاة حبًّا شديدًا، وهي من أسرة ملتزمة أيضًا، وهي ابنة خالي. تبلغ الفتاة من العمر 17 عامًا، وقد وقعنا أنا وهي في ذنب المحادثات بدون رابط شرعي، لكنها كانت خالية مما يخدش الحياء. استمررنا في هذه المحادثات لمدة عامين بشكل متقطع، لأننا كنا نحاول التوبة عدة مرات، لا أستطيع إحصاءها، وذلك لمعرفتنا بحرمتها. كنا نتوب ثم نعود، وهكذا.
نحن الآن نشعر بالضيق من أنفسنا؛ لأننا نعصي الله، مع علمنا بحرمة ذلك، وكلما تبنا عدنا إلى ما كنا عليه. أخاف عليها من أن تتعرض للأذى من أهلها إن علموا، أو أن تعذّب في الآخرة بالنار، معاذ الله. كما أخاف أيضًا أن أخسرها.
كنت أكتب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأضع قصصًا، وأعلم أنها تراها. فهل هذا حرام؟ وعندي صورة لها في صغرها، فهل حرام أن أحتفظ بها؟ وهل رؤيتها وسط أهلها حرام؟ وإن كان كل هذا حرامًا، فكيف لي أن أتأكد أنها ستظل تحبني حتى يسمح والدها بالزواج منها؟ مع العلم أننا نزيد في الطاعات، ونمارس الرياضة، ولا نشاهد المحرّمات، وندرس العلم الشرعي، وهي تحفظ القرآن، وأنا أحفظ بعضه. لكن الشيطان أغوانا وضعفنا، فوقعنا في تلك المعصية.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لك مكالمة هذه الفتاة، أو مراسلتها لغير حاجة، وأمّا كتابتك قصصًا على مواقع التواصل، مع علمك أنّها ستقرؤها عليها؛ فلا حرج في ذلك إن كانت قصصًا مباحة نافعة، ولا تحتفظ بصورتها ولو كانت حال صغرها؛ وانظر الفتوى: 185487.

وعليك غضّ البصر عنها، وليس لك تعمّد النظر إليها ولو كانت وسط أهلها.

ونصيحتنا لك؛ أن تصرف نفسك عن التعلق بهذه الفتاة، وتغلق كل أبواب الفتنة ومداخل الشيطان، وتشغل نفسك بما ينفعك في صلاح آخرتك ودنياك، حتى إذا صرت قادرًا على الزواج، فتقدم لخطبتها. وراجع الفتويين: 442252، 328249.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني