صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الفجر

0 255

السؤال

بالنسبة لصلاة النبي عليه الصلاة والسلام لسنة الفجر، كان يصليها خفيفة، فكيف ذلك؟ هل بمعنى أنه كان يقتصر على أقل من ثلاث من الأذكار؟
نريد توضيح ذلك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد وصفت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الفجر بأنها خفيفة، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخففهما. رواه مسلم، وفي الصحيحين عنها أيضا أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح، حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب؟ وأم الكتاب هي الفاتحة.

  قال الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري): معنى قول عائشة: هل قرأ فيهما بأم القرآن ـ أي مقتصرا عليها، أو ضم إليها غيرها؟ ـ وذلك لإسراعه بقراءتها, وكان من عادته أن يرتل السورة، حتى تكون أطول من أطول منها. اهـ. ومن هذا الحديث استفاد المالكية استحباب الاقتصار على قراءة الفاتحة فقط في سنة الفجر، وإن كان الجمهور يستحبون القراءة فيها بعد الفاتحة بسورة الكافرون في الركعة الأولى، وبسورة الإخلاص في الركعة الثانية؛ وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. وانظري الفتوى رقم: 56959.

ويظهر من وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الصبح بأنها خفيفة، أنه كان لا يطيل ركوعها وسجودها، وإنما يقتصر فيهما من الأذكار على المجزئ أو أدنى الكمال؛ لأن هديه صلى الله عليه وسلم في صلاته عموما أنها قريبة من السواء، ويتحقق فيها التوازن والتناسب في الزمن الذي يستغرقه أداء كل ركن، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدت قيامه، فركعته، فاعتداله بعد ركوعه، فسجدته، فجلسته بين السجدتين، فسجدته، فجلسته ما بين التسليم والانصراف، قريبا من السواء.

قال الحافظ ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: وأجاب بعضهم عن حديث البراء، أن المراد بقوله: (قريبا من السواء) ليس أنه كان يركع بقدر قيامه، وكذا السجود والاعتدال، بل المراد أن صلاته كانت قريبا، معتدلة، فكان إذا أطال القراءة، أطال بقية الأركان، وإذا أخفها، أخف بقية الأركان. انتهى.

وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في برنامج لقاء الباب المفتوح هذا السؤال: "هناك أدلة وردت في أفضلية تخفيف ركعتي سنة الفجر، فهل المراد بالتخفيف السرعة فيهما، وأداء أدنى الكمال من ناحية التسبيح؟ ....."
فجاء في جوابه: سنة الفجر، السنة فيها التخفيف، فيقرأ الإنسان في الركعة الأولى: { قل يا أيها الكافرون } [الكافرون:1] وفي الثانية: { قل هو الله أحد } [الإخلاص:1] أو يقرأ في الأولى: { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة:136] الآية في سورة البقرة، وفي الثانية: { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } [آل عمران:64]. وفي الركوع يخفف أيضا، فيقتصر على أدنى الكمال، ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم. وفي السجود كذلك. وفي التشهد أيضا لا يطيله. هذه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ....." اهـ.

ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تخفيفه لهذه الصلاة، لم يكن يخل فيها بالطمأنينة؛ لأنها ركن، وتبطل الصلاة بدونها، وللفائدة انظري ما تستحب القراءة به بعد الفاتحة في صلاة سنة الفجر، في الفتوى رقم: 51399، وانظري كيفية تحقيق القدر المجزئ من الطمأنينة، في الفتويين: 9319251722

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة