الله سبحانه هو وحده الذي يوفق العبد للهداية و الضلال

0 440

السؤال

السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم (يهدي من يشاء ويضل من يشاء)
السؤال: من المقصود بيشاء ( الله أم الفرد )؟وهل أنا مسير إذا شاء الله أن اكون مهتديا أو أن اكون ضالا؟هل يجوز أن أقول لأي شخص انت ضال اذا كان الله يشاء له الضلال؟
افيدوني وشكرا لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: أولا:فاعلم أن قولك بسم الله الرحمن الرحيم يهدي من يشاء ويضل من يشاء، يفهم منه أنها آية قرآنية، لكن ليس في القرآن آية بهذا اللفظ،وإنما جاءت في سورة إبراهيم بلفظ"ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء"، وتكررت في سورة النحل بلفظ "ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء"، كما تكررت في سورة فاطر بلفظ"فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء"، وتكررت كذلك في سورة المدثر بلفظ"، كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء"، ويلاحظ أن الله تعالى ذكر الإضلال قبل الهداية في المواضع الأربعة، والسبب في ذلك بينه الشيخ صديق حسن خان في كتابه فتح البيان في مقاصد القرآن، حيث قال رحمه الله "وتقدم الإضلال على الهداية لأنه متقدم عليها إذ هو إبقاء على الأصل،والهداية إنشاء ما لم يكن" انتهى. ثانيا: اعلم أن فاعل يشاء في الآيات جميعا هو الله سبحانه وتعالى، وهو وحده سبحانه الذي يوفق العبد إلى الهداية أو إلى الضلال، فمن هداه فبفضله، ومن أضله فبعدله ، وقد أخبر الله تعالى أن من أسباب هدايته للعبد إقبال العبد على الهداية واجتهاده في تحصيلها،قال سبحانه: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) (محمد:17) وقال: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت:69) ثالثا : أما سؤالك هل أنت مسير أم لا فتجد جوابه مفصلا في الفتويين التاليتين: 4054، 26413 فراجعهما. رابعا:اعلم أن القدر سر الله في خلقه، ولا يعلم أحد أن الله تعالى قد شاء الهداية أو الضلالة لفلان، والخواتيم مغيبة عنا، فقد يمضي إنسان دهره في ضلال ثم يختم له بعمل صالح فيدخل الجنة والعكس صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار" متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أما مجرد قولك لإنسان أنت ضال،فإن كان على جهة بيان حقيقة ما هو عليه من ترك لأسباب الهداية وبعد عن الإيمان وكنت تقصد تنبيهه حتى يرتدع فلا حرج في ذلك إن شاء الله ،أما إذا كنت تقولها له على جهة التعيير والتنقص، فلا يجوز ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة