الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الفتور الإيماني

السؤال

ديني يتفلت مني، وأراني أبتعد عنه.
أرجو الإرشاد سريعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تعضي على دينك بالنواجذ، وأن تكوني أحرص عليه، منك على أي شيء آخر.

وعليك أن تأخذي بكل أسباب الاستقامة: فتحافظي على الفرائض، ولا تفرطي في شيء منها، وتكثري من النوافل، وتجتنبي المحرمات كلها، وتتقللي ما أمكنك من المكروهات وفضول المباحات.

ويعينك على ذلك صحبة الصالحات من المؤمنات اللاتي يذكرنك إذا نسيت، وينبهنك إذا غفلت، وترك صحبة أهل الكسل والبطالة، ومن تحمل صحبتهن على معصية الله تعالى.

ويعينك على ذلك أيضا الجد في تعلم العلم الشرعي؛ فإن العلم الشرعي هو أعظم عاصم بإذن الله من الفتن.

ويعينك على ذلك أيضا إدامة الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، فإن العبد إذا علم أن الدنيا نهايتها إلى زوال، لم يؤثرها على مرضات الله تعالى، بل يؤثر الباقي على الفاني، كما قال الله: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى {الأعلى:16-17}.

وأديمي الفكر كذلك في أسماء الرب وصفاته؛ فإن ذلك من أعظم ما يزيد الإيمان، وتفكري كذلك في آلائه ونعمه -سبحانه- واحذري أن تقابلي تلك النعم بعدم الشكر؛ فيكون ذلك سببا لزوالها، واعلمي أن أعظم ما تشكر به النعم هو صرفها في مرضات الله تعالى.

وقبل ذلك وبعده، فعلقي قلبك بالله تعالى، والزمي دعاءه، وألحي عليه في المسألة أن يهديك ويثبتك، وألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه -سبحانه- يقلبها كيف يشاء، نسأل الله لنا ولك، الهدى والثبات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني