السؤال
أنا طالب جامعي، أدرس محاضرات طويلة في اليوم، والوقت الذي بينهما ضيق جدا؛ مما جعلني أترك صلاة الجماعة والجمعة، وأؤخر الصلاة عن وقتها، إضافة إلى أن غيابي عن تلك المحاضرات سيسبب لي الإهمال والرسوب، ولا يمكن مغادرة القاعة إذا جاء وقت الصلاة، وربما يتم فصل الطالب إن فعل ذلك، فهل الدراسة تعتبر عذرا في هذه الحالة؟ وإن لم تكن عذرا، فما العمل؟ فأنا بحاجة ماسة لهذه الدراسة، ولا يمكنني تركها، فأنا في بلد كثرت فيه البطالة، والفقر، ويصعب الحصول عل عمل إلا إذا كانت لدي شهادة جامعية؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما صلاة الجماعة: فإنها واجبة على الراجح، ولكنها لا تجب في المسجد على ما نفتي به، وانظر الفتوى رقم: 128394.
ومن ثم؛ فيمكنك أداؤها بين المحاضرات مع بعض زملائك، فإن تعذر ذلك وكنت تخشى ضررا بترك هذه المحاضرات، فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ في أن تصلي منفردا.
وأما صلاة الجمعة: فإن شأنها آكد، فعليك أن تحرص عليها، وألا تفوتها لغير عذر حقيقي.
فإن أمكنك تحصيل تلك الدروس التي تكون في وقت الجمعة، ولو بأجرة مقدور عليها، لزمك ذلك.
وإن لم يمكنك، وأمكنك أن تنتقل إلى الدراسة في مكان آخر لا تتعارض الدراسة فيه مع أداء الجمعة، فافعل، وإن تعذر ذلك كله، وخشيت ضررا حقيقيا بشهود الجمعة، فلك رخصة ـ إن شاء الله ـ في تركها، وأن تصلي ظهرا، بشرط أن يكون الضرر الذي تخافه ضررا حقيقيا، لا يمكنك تلافيه، ولا يكون مجرد أمر متوهم، أو ضرر يمكنك تلافيه بشيء من الأسباب المتقدم ذكرها، وانظر الفتوى رقم: 133860.
والله أعلم.