السؤال
هل الكفيل من أسماء الله، فلم أر من تعرض لذكره كابن جرير، وابن كثير؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن اسم "الكفيل" من أسماء الله الحسنى؛ فهو -سبحانه وتعالى- الكفيل بأرزاق خلقه، وآجالهم، وإنشائهم، ومآلهم. وقد ذكر هذا الاسم غير واحد من أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير، كما نقل عنه حافظ الحكمي في معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول.
قال: وقد حرر الحافظ ابن حجر رحمه الله في "تلخيص الحبير" تسعة وتسعين اسما من الكتاب العزيز، منطبقة على لفظ الحديث، ورتبها هكذا: الله، الرب، الإله، الواحد، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الحي، القيوم، العلي، العظيم، التواب، الحليم، الواسع، الحكيم، الشاكر، العليم، الغني، الكريم، العفو، القدير، اللطيف، الخبير، السميع، البصير، المولى، النصير، القريب، المجيب، الرقيب، الحسيب، القوي، الشهيد، الحميد، المجيد، المحيط، الحفيظ، الحق، المبين، الغفار، القهار، الخلاق، الفتاح، الودود، الغفور، الرؤوف، الشكور، الكبير، المتعال، المقيت، المستعان، الوهاب، الحفي، الوارث، الولي، القائم، القادر، الغالب، القاهر، البر، الحافظ، الأحد، الصمد، المليك، المقتدر، الوكيل، الهادي، الكفيل، الكافي، الأكرم، الأعلى، الرزاق، ذو القوة، المتين، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذو الطول، رفيع الدرجات، سريع الحساب، فاطر السماوات والأرض، بديع السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام. اهـ.
وجاء في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام لمحمد قاسم: الكفيل جاء في قوله: {وقد جعلتم الله عليكم كفيلا}. اهـ.
ولم يذكره بعضهم ضمن الأسماء التسعة والتسعين عندما عدها، وممن لم يذكره الإمام الترمذي في روايته، وابن عثيمين في القواعد المثلى، كما بينا في الفتوى رقم: 12383.
لكن التسعة والتسعين ليست هي كل أسماء الله تعالى، وإنما هي من أسمائه، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك..." رواه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما.
والله أعلم.