السؤال
أنا صاحب السؤال رقم: 2614256 وأرغب في أن تجيبوني عن سؤالي، وألا تحيلوني لفتاوى سابقة من فضلكم.
والسؤال هو: أنا إنسان موسوس للغاية في أمور الدين، ولا تختفي الوساوس إلا بإجابة شافية. وفي يوم سمعت هذه الشبهة، والتي يدعي أصحابها أن الله يظلم، وأنه ليس عادلا دوما، وإن كان عادلا أغلب الأوقات.
أعلم أن الأقدار مكتوبة. لكن هل الإنسان يفعل ما هو مكتوب في القدر، أم إن القدر مكتوب فيه ما سيفعله الإنسان، فمثلا إذا ذهبت إلى صديقي. هل هذا معناه أنه مقدر لي أن أذهب إليه. فهل كتب ذلك؛ لأن الله يعلم أني سأفعل ذلك، أم إني فعلت ذلك؛ لأنه مقدر لي؟
وعلى هذا الأساس: هل المكتوب في القدر هو ما سيفعله الإنسان، أم أن الإنسان يفعل ما هو مكتوب؟
وقد قلتم في الفتوي رقم: 27183 أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة (استعمله) بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار (استعمله) بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله النار.
فهذا معناه أننا ننفذ ما هو مكتوب، ويتضح من لفظ استعمله، أن الله يشغل العبد بعمل أهل الجنة إذا أراد، أو عمل أهل النار إذا أراد.
وقلتم في نفس الفتوى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له.
فهذا أيضا معناه أن هناك ما نحن ميسرون لفعله، وأننا لسنا مخيرين، بل مسيرون.
أرجو الإفادة جزاكم الله كل خير.