ذم الامتناع عن العلم ومخالطة الناس بسبب خلل في النطق

0 174

السؤال

أنا شاب عمري 30 سنة أعاني من مشكلة، وهي أنني لا أنطق حرف الراء بطريقة سليمة، وهذه المشكلة سببت لي الكثير من المشاكل بحيث أصبحت أتحاشى كل الكلمات التي فيها حرف الراء حتى لا يلاحظ الناس هذا العيب، وأصبحت خجولا ولا أخالط الناس كثيرا ولا أتكلم إلا قليلا ومنعزلا، وبسببها لم أستطع الدخول إلى مدرسة تحفيظ القرآن، وهذه المشكلة حولت حياتي إلى جحيم، فقد ضيعت الكثير في حياتي بسبب هذه المشكلة، فهل هذا مقدر من عند الله؟ وهل هو ابتلاء أم ماذا؟ وهل لي أجر على هذا الابتلاء؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فكون هذا مقدرا من عند الله أمر لا شك فيه، فإن كل شيء يقع في هذا الكون هو بتقدير الله سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: إنا كل شيء خلقناه بقدر {القمر:49}.

وكونك تؤجر على صبرك على هذا البلاء أيضا أمر لا شك فيه، فإن كل مصيبة تصيب العبد فيتلقاها بالصبر والاحتساب فهو مأجور عليها، كما قال تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {الزمر:10}.

وقال تعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون {البقرة:155ـ 157}.

والنصوص في هذا المعنى كثيرة جدا، ولعل ما أصابك بلاء من الله يرفع به درجاتك ويكفر به سيئاتك، ولكننا ننصحك بأن تتلقى هذا الأمر بصدر رحب وتتعامل معه بواقعية، فإن الهروب من المشكلة لا يفيد، فإن أمكنك التمرن على إصلاح هذا الخلل فافعل، وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فالتحق بمدارس التحفيظ وليس عليك إثم في اختلال نطقك بهذا الحرف ما دام أمرا خارجا عن إرادتك، وستتعود مخالطة الناس والتعامل معهم مع وجود هذه العلة، عالما أن كل خلق الله حسن، وأن كل ما يقدره للمؤمن هو خير له، والأمر أيسر من ذلك بكثير، فكثيرون هم المصابون بمثل حالتك ولم يمنعهم هذا من الاختلاط بالناس والتقلب في معايشهم ومنافسة الأقران واكتساب المعالي، فهون عليك وتعامل مع الأمر بواقعية صابرا على حكم الله راضيا بقضاء الله، فإنه خير كله والحمد لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة