الرسائل عبر الهاتف النقال - رؤية شرعية

0 431

السؤال

ما هو حكم الرسائل التي في الهاتف ويكون محتواها اقرا سبحان الله 100 مرة وأستحلفك بالله أن تقولها وتبعثها ل10 غيرك
أوأمانة في ذمتك إلى يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإرسال الرسائل التي تحث على ذكر الله أمر مشروع، وهو من التعاون على البر والتقوى سواء كانت عبر الهاتف النقال أو غيره، وإذا قال الذي أرسل الرسالة: أستحلفك بالله أن تقولها أو أن ترسلها لعشرة أشخاص مثلا أو هي أمانة في ذمتك، فيشرع لمن أرسلت إليه أن يبر بقسم المرسل، وأن يلبي طلبه، وإذا لم يلب فليس عليه في ذلك إثم، مع التنبيه إلى أن العدد في التسبيح أو الأشخاص المطلوب إرسال الرسائل إليهم لا يصلح أن يكون مقصودا لذاته حتى تخرج من الإحداث في الدين، ثم إننا ننبه على أمر مهم وهو أن جميع ما يتعلق بالعبادة بما في ذلك كيفية الذكر وعدده ووقته والدعوة إليه هو أمر توقيفي ينبغي أن يقتصر فيه على ما ورد عن الشارع، ويتجنب ما لم يرد، ولذلك كان السلف الصالح رضوان الله عنهم ينكرون ما لم يألفوه في أداء العبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي سنن الدارمي ، أخبرنا الحكم بن المبارك أن عمر بن يحيى قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا حتى خرج قمنا إليه جميعا، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيرا، قال: ما هو؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة، ويقول سبحوا مائة، فيسبحون مائة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك، وانتظار أمرك، قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد عبد الرحمن؛ حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد -صلى الله عليه وسلم- أو مفتتحو باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة