الزلازل.. الحكمة منها ومنزلة الميت بسببها

0 312

السؤال

السلام عليكم
أنا من الجزائر التي ضربها مؤخرا زلزال عنيف أودى بحياة العشرات، أريد أن أسأل: كيف يتصرف المسلم عند حدوث الزلزال، هل يحاول الهرب أم يثبت، وهل الذين يقتلهم الزلزال هم من الشهداء؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الزلازل من سنن الله في هذه الأرض يصيب بها ما يشاء من البلاد، إما تذكيرا بقدرته جل وعلا، حتى يخافه العباد، ويتوجهوا إليه، وإما إنذارا منه سبحانه وتعالى حتى يرعوي العصاة ويعودوا عن غيهم، وإما عقوبة على معاص حدثت. والزلازل من جنود الله التي أخبر عنها بقوله تعالى: ولله جنود السماوات والأرض [الفتح:4]، وقوله تعالى: وما يعلم جنود ربك إلا هو [المدثر:31]. والذي على المسلم أن يفعله عند حدوثها هو التوبة والإنابة إلى الله تعالى والصدقة والصلاة والدعاء، فقد أخرج الترمذي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ..... والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. ، وروى أبو داود وأحمد عن حذيفة قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. ولتتحقق أن كل البلاء هو بسبب ماكسبته يد الإنسان، قال الله تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون [الروم:41] وقال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير [الشورى:30] وقال تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك [النساء:79]. ثم إن محاولة الهرب لا حرج فيها إن كان ثمت جهة فيها أمان من الزلازل، فلا يتصور أن من يشاهد عمارة تنهار لتسقط فوقه يؤمر بالبقاء لها حتى يكون أشلاء تحت ركامها. وأما سؤالك عما إذا كان المقتول بالزلازل من الشهداء أم لا؟ فجوابه: أنه من الشهداء لما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله. متفق عليه. فصاحب الهدم من الشهداء، سواء كان الهدم بزلزال أو سقوط عمارة أو انهيار بئر أو غير ذلك، قال صاحب تحفة الأحوذي: صاحب الهدم -بفتح الدال وتسكينها- أي الذي يموت تحت الهدم، قال في النهاية الهدم بالتحريك البناء المهدوم فعل بمعنى المفعول، وبالسكون الفعل نفسه. انتهى 4/146. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة