السؤال
كيف أستطيع أن أفهم كتب السلف، مع العلم أن المانع من فهمها فهما عميقا، بالنسبة لي هو: صعوبة اللغة.
فما هي الكتب التي يجب على كل طالب علم تعلمها، ليتمكن من فهم كتب السلف؟
كيف أستطيع أن أفهم كتب السلف، مع العلم أن المانع من فهمها فهما عميقا، بالنسبة لي هو: صعوبة اللغة.
فما هي الكتب التي يجب على كل طالب علم تعلمها، ليتمكن من فهم كتب السلف؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية، نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على تعلم العلم النافع, وأن يرزقك العمل به مع التوفيق, ثم إنا ننصحك بأخذ العلم مشافهة من أهله؛ لأن ذلك أكثر فائدة, وأبعد عن الخطأ, كما يمكنك التعلم بوساطة الكتب، بشرط القدرة على التمكن من فهم ما فيها.
يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء المفتوح: هذا يقول: أنه إذا كان لا يستطيع أن يحضر الدرس، وتلقى العلم من الأشرطة فهل هذا يقوم مقام الحضور، أو أنه يقال فيه ما يقال في أخذ العلم من الكتب: وأن من أخذ علمه من كتابه، فخطؤه أكثر من صوابه؟
الجواب: هي ثلاث درجات:
الدرجة الأولى وهي أعلاها: أن يأخذ من أفواه الشيوخ، ويحضر المجالس، وهذه أعلاها بلا شك؛ لأن الإنسان يتأثر بنبرات القول، وانفعال المدرس، ويفهم حسب ذلك.
الدرجة الثانية: الأشرطة، الأشرطة تفوته المشاهدة، لكنه يسمع الصوت كما هو، وهذا أقل من المشاهدة، لكن فيه خير كثير. الثالث: الكتاب، وهذا نافع بلا شك.
فهذه ثلاثة طرق، كان في الأول ليس هناك إلا طريقان وهما: المجالسة، أو الكتاب، أما الآن والحمد لله صار هذا الوسط.
وأما قول من قال: إن من كان علمه من كتابه، فخطؤه أكثر من صوابه. فهذا غير صحيح، يعني: معناه ليس عاما؛ لأنه يوجد أناس قرؤوا العلم بالكتب، وحصلوا خيرا كثيرا، لكن القراءة في الكتب تحتاج إلى وقت أكثر، وتحتاج -أيضا- إلى فهم؛ لأن الطالب المبتدئ، قد يفهم العبارة على خلاف المقصود بها، فيضل. انتهى.
وإذا عسرعليك فهم كتب المتقدمين من السلف الصالح, فإننا ننصحك بمطالعة كتب المتأخرين؛ لوضوح عباراتهم، خصوصا الذين ألفوا في كثير من العلوم كالشيخ ابن عثيمين -مثلا- وراجع الفتوى رقم: 215983 وهي بعنوان: "نصائح لطالب العلم"
وبخصوص قولك: " فما هي الكتب التي يجب على كل طالب علم تعلمها؛ ليتمكن من فهم كتب السلف"
فالجواب أن كتب السلف لا يجب فهمها, وإنما يجب على كل مسلم تعلم فروض الأعيان التي أو جبها الله عليه.
وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 123456.
والله أعلم.