السؤال
هل مجرد الإحساس بطعم المعجون أو غسول الفم في الفم وبلع الريق مفسد للصيام؟ قرأت الفتاوى ولم أفهم معنى بلع الريق عمدا المختلط بالمعجون, فهل يقصد بذلك أثناء التفريش حيث توجد تكتلات من المعجون، أو المقصود بعد التفريش، حيث يبقى مجرد الطعم؟ وإن كان مفسدا للصوم في الصورتين، فكيف أتخلص من الطعم إذا؟ فمن الصعب إزالة الطعم بالمضمضة، وقد أجهدت نفسي بالمضمضة التي خففت الطعم فقط وأيضا يشق علي مج أو لفظ الريق في كل مرة لئلا أبتلع الريق, ولا أتصور أنني لن أستطيع تفريش أسناني واستعمال الغسول طوال شهر رمضان, لأن هذا من الممكن أن يسبب أمراضا في الأسنان, فماذا أصنع؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغسول الفم, أو معجون الأسنان إذا ابتلعه الصائم عمدا, فصيامه باطل, وإن وصل إلى الحلق من غير قصد, فإنه لا يبطل الصيام, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 140054.
وابتلاع المعجون عمدا مبطل للصيام، سواء كان ذلك أثناء السواك, أو كان الصائم قد ابتلع طعم المعجون بعد السواك؛ لأن وجود الطعم دليل على بقاء جزء من مادة المعجون, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 245932.
وما دمت تجد طعم المعجون في فمك, فاحرص على ألا تتعمد ابتلاع ريقك, وبإمكانك تجنب هذا الحرج الذي تشعر به بعدم استعمال المعجون في نهار رمضان, وهذا هو الذي نبه عليه بعض أهل العلم, جاء في مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين: سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: ما حكم استعمال معجون الأسنان للصائم في نهار رمضان؟ فأجاب فضيلته بقوله: استعمال المعجون للصائم لا بأس به إذا لم ينزل إلى معدته، ولكن الأولى عدم استعماله، لأن له نفوذا قويا قد ينفذ إلى المعدة والإنسان لا يشعر به، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ـ فالأولى ألا يستعمل الصائم المعجون، والأمر واسع، فإذا أخره حتى أفطر فيكون قد توقى ما يخشى أن يكون به فساد الصوم. انتهى.
والله أعلم.