السؤال
أنا فتاة من أسرة متدينة، ولكنني كنت في ضلال، لأنني كنت أتكاسل عن الصلاة، وكنت أظن أن من يترك الصلاة عمدا فقط هو الكافر، وليس المتكاسل أيضًا، والآن تبت -ولله الحمد- وأصلي الصلوات في أوقاتها، وأقضي ما فاتني من الصلوات، فما هو وضع صيامي في شهور رمضان الفائتة، حيث كنت أحيانًا أصلي في رمضان فقط، وأحيانا أتكاسل عن أداء العشاء؟ وهل أعيد صيام كل تلك الشهور، لأن أعمالي محبطة؟ أم أن الصيام احتسب بمجرد توبتي، وقضاء الصلوات؟
وهناك شهر ارتكبت فيه إثمًا كبيرًا، حيث كنت أمارس العادة السرية في ليل رمضان، وكنت أسارع بالاغتسال لتأدية الصلاة، وهناك أيام لم أستطع فيها الاغتسال، فكنت أمتنع عن الصلاة ظنًّا مني أنني لست طاهرة، وكنت أشعر بانقباض في موضع العورة في نهار رمضان، ويخرج سائل خفيف وقليل، ثم اكتشفت أن ما كنت أشعر به أثناء العادة السرية لا يفسد الطهارة؛ لأنه ليس بمني، ولكنه يفسد الوضوء، فندمت على أنني لم أكن أصلي، لأنني ظننت أنني غير طاهرة، وظني كان غير صحيح، مع العلم أنني لم أفطر على طعام، أو شراب في تلك الأيام، واستمررت بالصيام عسى أن يهذب الصيام ما في نفسي.
فما هو وضع صيامي في الأيام التي لم أكن أصلي فيها؟ وهل هو صحيح؟ أم علي قضاؤه؟ وما وضع صيامي في الأيام التي كنت أمارس فيها العادة، سواء في الليل، أو النهار؟ وهل عليَّ قضاؤها؟ وكيف أقضيها، أو أكفر عنها؟
والله إن قلبي يبكي من شدة الذنب، وقد تبت إلى الله، وأريده أن يغفر لي، ومستعدة أن أكفر عن ذنوبي حتى لو صمت عن كل يوم شهرين، أو أن أقضي حياتي في الصيام.
وهل تأثم أمي، لأنها كانت تعلم أنني أتكاسل عن الصلاة، واكتفت بوعظي، ولم تضربني، أو تعنفني لأداء الصلاة، وقد كنت أكذب عليها في أمر صلاتي، حتى أحتمل الإثم كله وحدي أمام الله، ولا تكون آثمة أمامه، فأنا أحبها كثيرا، ولا أطيق أن يفسد دينها بسببي؟