المسلمة تعتز بحجابها ولا تلفت للمضايقات

0 270

السؤال

لأنني أتواجد ببلد غير إسلا مي وبحكم أنني أرتدي الحجاب، أتعرض أحيانا لبعض المضايقات, أريد من القراء الأفاضل مساعدتي في إيجاد دلائل لمحاولة شرح إلزامية وضع الحجاب خصوصا أن هؤلاء الناس عرب مسلمون وغير مسلمين؟ وجزاكم الله بألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلمي -وفقك الله لطاعته- أن الإقامة في بلاد الكفار لا تجوز إلا لضرورة أو حاجة شديدة، فيجب عليك وعلى ولي أمرك الهجرة إلى بلاد المسلمين إن كنت غير قادرة على إظهار شعائر دينك واستطعت الهجرة، وذلك لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الإقامة في بلاد الكفار، إذ رهب من ذلك بقوله: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين.. لا تراءى ناراهما. أخرجه أبو داود وغيره بإسناد صحيح. أما وأنت مقيمة في بلادهم، فيجب عليك الالتزام بالحجاب وعدم نزعه، ولا تتأثري بما تلاقينه من المضايقات، أو السخرية أو النظرات المستغربة، وستؤجرين إن شاء الله على تمسكك بالحجاب، وعلى صبرك على أذى هؤلاء الكفرة أو الفسقة. وكذلك يستحب لك دعوة هؤلاء المستهزئين إلى معرفة حكم الحجاب، وجادليهم بالتي هي أحس ن إن رجوت أن يستجيبوا، وبيني لهم أن المؤمن والمؤمنة يجب عليهما امتثال أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أ ن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا. [الأحزاب:36]، وأن الحجاب فريضة، فرضه الذي فرض الصلاة والصوم والزكاة والحج، فكما أن المسلم يؤمن بالصيام ويصوم، فعليه أن يؤمن بالحجاب ولا يعترض على ارتدائه، وإلا كان كافرا لأنه آمن ببعض القرآن وكفر ببعض، وقد قال الله تعالى: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جز اء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويو م القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عم ا تعملون. [البقرة:85]. فالذي فرض الصلاة هو الذي فرض الحجاب، فالواجب طاعته وعدم التفريق بين أوامره سبحانه وتعالى، وكذلك بيني لهؤلاء أن الحجاب ستر للمرأة التي فطرها الله على الحياء والتستر، وأن الحجاب حصن للمرأة من الأعين الخائنة والنظرات المريبة، وارتداؤه يقطع طمع الطامعين من مرضى النفوس، وأن المرأة المتبرجة المتبذلة عرضة لأن ينتهك عرضها ويعتدى على شرفها، هذا عدا ما تسببه للرجال من إثارة الشهوة وتشتيت الفكر والوقوع في المحرم، إلى غير ذلك من مضار التبرج والسفور. وراجعي بعض الأدلة في الفتوى رقم: 29714، وكذلك ننصحك باقتناء بعض الكتب في الحجاب وهي كثيرة، وغالبها رسائل صغيرة تصلح لأهل هذا العصر وتخاطب فيهم العقل والعاطفة والغيرة، ويمكنك مراجعة أحد المراكز الإسلا مية في البلد الذي أنت فيه، فغالبا ستجدين عندهم بغيتك من هذه الرسائل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة