السؤال
بارك الله فيكم على هذا المجهود المبذول لخدمة المسلمين في شتى بقاع الأرض. هل يجوز الجمع بين الأذكار –كالاستغفار- والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قول: أستغفر الله وأتوب إليه، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمين، أو قول: أستغفر الله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله أكبر؛ لأنني أخاف أن أقع في البدعة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ذكر الله تعالى من أجل الطاعات، وأفضل القربات، فقد روى الترمذي، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله. صححه الألباني.
ولا مانع من الجمع بين ألفاظ الذكر المذكورة، وغيرها من ألفاظه المأثورة، وإن كان الأولى أن تأتي بكل نوع من أنواع الذكر حسبما ورد في السنة، كقوله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت. رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فارا من الزحف. رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، إلى غير ذلك مما ورد في السنة.
وعلى كل حال؛ فالأذكار المطلقة لا حرج في الجمع بينها، أو تقديم بعضها، أو تأخيره، فقد جاء الجمع بين التسبيح والاستغفار في قول الله تعالى: فسبح بحمد ربك واستغفره ـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن. كما جاء في الصحيحين، وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
وقد قال العلماء: لا يجب في الأذكار المأثورة ترتيب معين، وانظر الفتوى رقم: 325129.
هذا، وننصح السائل الكريم بالرجوع إلى الكتب المصنفة في الأذكار مثل: كتاب الأذكار للإمام النووي، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم، وكتاب الكلم الطيب لابن تيمية، وكتاب حصن المسلم للشيخ سعيد القحطاني.
والله أعلم.