موقف البنت من أمها المتهمة بالزنا ومن إخوتها التي تظن أنهم من الزنا

0 154

السؤال

ما هو موقفي من أم اكتشف بعد 37 سنة أنها زانية وأن اثنين من إخوتي ليسا من أبي المتوفي، كانت ولازالت تنتقد وتطعن في شرف الناس، وتسبب المشاكل لنا في بيوتنا مع أزواجنا، واليوم اكتشف أنها كانت زانية في السابق، والمصيبة الأعظم أنها لا تتذكر والدهم الحقيقي، وكأنها لا تتذكر عدد من خانت أبي معهم ـ ولله الحمد ـ أنا أخاف من عقاب الله، ولا أعرف كيف أتعامل معهم في المستقبل، ومنذ فترة قريبة تسببوا لي في مشاكل كبيرة لم أستطع أن أسامحهم عليها، ولم يعترفوا بخطئهم إلى اليوم, ولا أقدر أن أتعامل أو أسامح أمي، ولا أضمن أن أسكت أو أعاتبها بقسوة على هذا الوضع الذي سيضرنا جميعا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبهك إلى أن الاتهام بالفاحشة، والطعن في الأنساب دون بينة ظاهرة، منكر عظيم، فقد شدد الشرع في أمر الأعراض، وجعل الخوض فيها بغير حق من أكبر الكبائر. وانظري الفتوى رقم: 31446.

واعلمي أن إخوتك ينتسبون إلى أبيهم الذي كان زوجا لأمك، فالأصل أن كل مولود على فراش الزوجية ينسب للزوج، ولا ينتفي نسبه إلا بلعان الزوج زوجته، قال ابن قدامة رحمه الله: ولا ينتفي ولد المرأة إلا باللعان. اهـ

وعليه، فهؤلاء إخوتك لا يجوز لك الطعن في نسبهم، ولهم عليك حق الرحم، فتجب عليك صلتهم، وتحرم قطيعتهم، وصبرك على أذاهم فيه لك أجر عظيم. وراجعي الفتويين رقم: 5443، ورقم: 28321.

وإذا كانت أمك زنت في الماضي، فالواجب عليها التوبة النصوح، والستر على نفسها. قال ابن عبد البر رحمه الله:.. فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة وواجب ذلك عليه أيضا في غيره ما لم يكن سلطانا يقيم الحدود. اهـ

ومهما كان حال أمك، فإن حقها عليك عظيم، لا يسقط حقها بفسقها أو إساءتها إليك، وراجعي الفتويين رقم: 103139، ورقم: 33694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة