الإقامة مع الوالد لرعايته أم السفر لطلب العلم

0 157

السؤال

جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من فتاوى واستشارات لمن هو في حيرة من أمره. أنا فتاة أبلغ من العمر تسعة عشر عاما، وقد رزقني الله بفضله وكرمه حفظ كتابه الكريم منذ فترة قصيرة، وليس لي هم في هذه الحياة سوى رضا ربي وديني، وتعليمه بالطريقة الصحيحة القويمة بعد أن صارت الشبهات حوله. لذا؛ قررت أن أبدأ في أخذ إجازة في القرآن الكريم، والتسجيل في الجامعة قسم العلوم القرآنية، وهذا يتطلب مني السفر لمدينة أخرى حيث أخي، وترك والدي الكريمين، والمشكلة التي حيرتني أن أمي راضية بسفري، وأبي يرفض بحجة أنه يعتمد علي في البيت كثيرا، وأنني الوحيدة التي تسرع في تنفيذ أوامره، مع أن هناك من لا يزال يقوم بشأنه وخدمته، لكنه يراني أحرى، ويدعو لي دائما، وأنا أعرف أنني لو أصررت عليه لوافق، ولكنني أخشى أن يوافق وهو غير راض، فأخسر رضا الله وتوفيقه، ويغلق علي باب من أبواب الجنة، وكذلك لا أريد الخلاف بين والدي بسببي، وتبقى في نفسي حسرة لأجل طلب العلم؛ لأن العمر يمضي، وأريد أن أقضيه في طلب العلم ونشره. فما رأيكم؟ وجهوني لما فيه صلاح الدنيا والآخرة. أثابكم الله. فأنا في هم وغم لا يعلمه إلا الله.
وجزاكم الله عني وعن جميع المسلمين كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير، وإقبالا على طاعة الله، ونسأله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، ويجعل عملك كله خالصا لوجهه، والذي ننصحك به أن تجمعي بين تعلم القرآن، والبقاء مع أبيك في بيته إن أمكنك ذلك، فإن لم يكن ذلك ممكنا، فالذي ننصحك به أن تبقي مع أبيك، وتجتهدي في بره، فإن ذلك من أعظم القربات، وأحب الأعمال إلى الله، وهو من أسباب إعانة الله للعبد وتوفيقه للعلم النافع والعمل الصالح، ومن أعظم أسباب دخول الجنة، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

قال المباركفوري رحمه الله: قال القاضي: أي خير الأبواب وأعلاها، والمعنى أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة ويتوسل به إلى وصول درجتها العالية مطاوعة الوالد ومراعاة جانبه. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة