حكم المال المكتسب من العمل أو التدَرُّب في بنك ربوي

0 216

السؤال

أنا من تونس عمري 21 سنة متحجبة حديثا، أرجو منكم إفادتي بالإجابة على أسئلتي:
1- أنا طالبة جامعية وعندنا توجيه هذه السنة وهناك اختصاص مالي وهنا في تونس لا توجد بنوك إسلامية، فهل تجوز لي دراسة هذا الاختصاص والعمل فيه؟
2- من المفيد إجراء تدريب خلال الصيف في بنك وكل العاملين فيه رجال أنا أنوي المحافظة على لباسي الشرعي وسلوكي، فهل التدريب مباح لي، وهل المال الذي سيعطوني إياه حلال؟
3- هل تغطية الرجلين واجبة في الصلاة وخارجها؟
4- هل تجوز لي إزالة شعر اللحية والشارب، وما حكم إزالة بعض الشعرات من الحاجب؟
5- ما العمل بالنسبة لي إذا كانت كل البنوك في بلدي ربوية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فما دمت تؤكدين عدم وجود بنوك إسلامية في دولتك، فإنه لا يجوز لك التوجه إلى اختصاص مالي، لأنه سيقود إلى التخرج في مجال ربوي وبالتالي لا يبقى أمامك إلا العمل في المؤسسات الربوية، وذلك لا يجوز لأنه أولا من التعاون على الإثم، والله تعالى يقول: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان [المائدة:2].ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتعاطين للربا في حديثه قال: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم عن جابر. وأما عن سؤالك الثاني: فبما أن البنك هو الذي ينظم هذا التدريب وقد ذكرت أن البنوك جميعها في بلادك ربوية، فلا تجوز -إذن- المشاركة فيه، ولا أخذ شيء من أمواله، لنفس السبب المبين في الجواب على سؤالك الأول. وأما عن سؤالك الثالث فإن القدمين من العورة وسترهما واجب في الصلاة وخارج الصلاة إذا كان بحضرة من لا يحل له النظر إليها، روى النسائي والترمذي وصححه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: فيرخين ذراعا لا يزدن عليه. وأما عن السؤال الرابع، فإن إزالة شعر اللحية والشارب مباحة لك، بل إن من الفقهاء من أوجب ذلك على المرأة، قال الدسوقي المالكي: يحرم على الرجل حلق لحيته أو شاربه ويؤدب فاعل ذلك، ويجب على المرأة حلقهما. 1/90.وأما إزالة بعض شعر الحاجب فهو النمص الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلته، أخرج الشيخان من حديث علقمة بن عبد الله، واللفظ للبخاري: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.... وأما عن سؤالك الخامس، فإن الله تعالى جعل من أسباب الرزق التقوى، قال: ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق:2-3].وجعل من أسبابه الصلاة، قال: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى [طـه:132].وجعل أكل الحرام من أسباب عدم استجابة الدعاء، روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. رواه مسلم. وهو من أسباب دخول النار، فعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت، وكل لحم نبت من السحت فالنار أولى به. رواه أحمد والدارمي. فثقي بالله وتوكلي عليه واعلمي أنك ستجدين ما قدر لك، فقد روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم. أخرجه ابن ماجه في سننه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى