السؤال
أنا الآن طالب في جامعة خاصة بالكمبيوتر والتكنولوجيا، وأحب هذه الدراسة، وأحب قضاء وقتي في مذاكرتها، وأنا مواظب على الصلاة في المسجد، وقراءة القرآن -بفضل الله-، وأشعر أن الأفضل لي أن أترك هذه الجامعة، وأهتم بالدراسات الدينية فقط، فأنا لا أريد شيئا من هذه الدنيا سوى ما ينفعني في آخرتي -إن شاء الله-، وأحتاج وقتا كبيرا لدراستي في هذه الجامعة، فلا أجد وقتا كافيا لدراسة تفسير القرآن، وحفظه، ولا أشعر بالخشوع في الصلاة، بالرغم من المواظبة عليها، وعندما أرى رجال الدين أشعر أني مقصر كثيرا تجاه ديني، فهل الأفضل لي أن أترك الجامعة، وأهتم بالدراسات الدينية فقط لكي أرزق بالخشوع، والثواب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما من شك في أن العلم الشرعي الذي هو العلم بالله وأمره ونهيه، هو أشرف العلوم، وآكدها على الإطلاق، وصاحبه ذو منزلة رفيعة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات {المجادلة:11}، وانظر الفتوى رقم: 130017.
فينبغي لك أن تأخذ بحظك من هذا العلم الشريف، وأن تحرص على صرف همتك إليه ما أمكن، ومع هذا؛ فإنا لا ننصحك بترك المجال الذي تدرسه وتحبه، وترى نفسك بارعا فيه، فإن دراستك هذا المجال، ونبوغك فيه، بنية نفع المسلمين، مما تثاب عليه -إن شاء الله-.
فالنصيحة المبذولة لك هي أن تجمع بين الحسنيين، وهذا يسير -بإذن الله- بشيء من تنظيم الوقت، والحرص على عدم إضاعته، فحاول جاهدا أن تجمع بين الأمرين؛ لتحصل الفضلين، مستعينا على ذلك بالدعاء، والابتهال إلى الله تعالى، ملازما ذكره سبحانه على جميع الحالات، مصاحبا لأهل الخير والصلاح، مجتنبا كل باب يدخل عليك منه الشيطان ليضيع عليك وقتك، أو يبعثر جهدك، والله يوفقك لما فيه رضاه.
والله أعلم.