السؤال
أعمل بالمذهب القائل أن الأرض وما اتصل بها اتصال قرار، تطهر بالجفاف.
فهل معنى ذلك أن حوض المياه، والحنفية، ومقابض الأبواب تطهر بالجفاف؟
وهل يجب البحث والتأكد هل زالت النجاسة عن هذه الأشياء بالجفاف أم لا؟
وماذا إذا لم أستطع التمييز هل زالت النجاسة أم لا نتيجة لقلة النجاسة، أو عدم تمييز اللون؟
وماذا إذا لم أستطع التمييز هل زالت النجاسة أم لا؛ لأني لا أعرف موضع النجاسة في الحوض؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأخذ بالقول بطهارة الأرض بالجفاف، أليق، وأرفق بصاحب الشك والوسواس، والعمل بالقول المرجوح عند المشقة، قد سوغه كثير من أهل العلم، وانظر اختلاف العلماء في طهارة الأرض بالجفاف، في الفتوى رقم: 62338. ولذلك لا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- في الأخذ بطهارة الأرض بالجفاف.
لكن الأشياء المذكورة مثل الحوض، والأبواب، إذا تيقنت نجاستها، فلا بد من تطهيرها بالماء؛ لأنها ليست من الأرض وإن كانت متصلة بها، أو مثبتة عليها؛ لكن اتصالها بها ليس اتصال أصل وقرار؛ فيمكن إزالتها وتحويلها، أو استبدالها بغيرها عند الإرادة، وبذلك تشبه غيرها من المنقولات. وانظر الفتوى رقم: 245875
ويجزئ في تطهيرها صب الماء عليها إذا تنجست بمائع كالبول.
قال البهوتي -الحنبلي- في دقائق أولي النهى: وفي صخر وأجرنة صغار، وأحواض ونحوها، وأرض تنجست بمائع ولو من كلب أو خنزير: مكاثرتها بالماء. اهـ.
ولا يجب عليك التكلف والبحث عن وجود النجاسة بمجرد الشكوك والأوهام؛ لأن ذلك سبيل إلى الوقوع في الوسوسة؛ فإذا غلب على ظنك حصول الطهارة، أخذت بها، وانظر الفتوى رقم: 130274.
هذا؛ وننبهك إلى أن عليك أن تحذر من الوقوع في الوسواس؛ فالوسواس خطره عظيم، وضرره كبير، فعليك أن تكف عن الاسترسال مع الشكوك والأوهام، سواء كان ذلك في باب النجاسات، أو في غيره من الأبواب، فإن الاسترسال مع الوسواس، من أكبر أسباب فساد الدين والدنيا، والواجب على المبتلى به أن يعرض عنه، ولا يلتفت إليه، ولا يشق على نفسه؛ فإن الله عز وجل ما جعل علينا في الدين من حرج.
والله أعلم.