السؤال
أمي قاسية، جشعة، ظالمة، حريصة على اﻷموال، وعلى كل ما هو مادي، وفيها أمور بشعة تزعجني، لا أستطيع عدها كلها، رغم أنها تصلي وتقرأ القرآن.
وأنا فتاة تزوجت فترة قليلة، وطلقت سريعا بسبب أمور لا علاقة لي بها ظلما، ولا أدري ماذا أقول، وسأكتفي بقول: أحب الصالحين ولست منهم، أحب أن أكون ملتزمة، وأن أزن تصرفاتي معها، لكن إن كانت هي بتلك المواصفات، فكيف أستطيع التعامل معها!؟ فهي تظلمني دائما، وتضربني منذ أن كنت صغيرة إلى الآن ضربا مبرحا، وتشتمني بأسوأ وأقبح الكلام، وتكرهني كرها عظيما، ودائما تدعو علي على أتفه التصرفات، وتغضب علي دائما، وتقول: الله يغضب عليك، ويكون بسببها حتما، وهي تكره الجميع، وتراهم خبيثين، لكنها في وجههم تداريهم، وتبين العكس، فماذا أصنع معها؟ والله إن كنت أصبر على أذاها، وألتجئ إلى القوي العزيز، وأدعوه عليها، فينصرني، لكن -مع اﻷسف- تبقى أمي، ورضاها ضروري ليرضى الله عني، وأكره العيش معها جدا، فهي الجحيم بعينه، وأنا فتاة مطلقة، ووالله سبب طلاقي لا حيلة لي فيه، وإنما كان مدبرا، وكان طليقي يفتخر بأخلاقي، ويحمدها، لكن لم نستطع أن نبقى معا، قيل: إنه السحر، فإلى أين أذهب أنا؟ وماذا أصنع؟ فأنا أنظر إلى أهل صديقاتي، فأجد فيهم كل الصفات التي أتمنى أن تكون في أهلي، وخاصة أمي، ولا أنكر أني أحيانا من شدة ضربها لي، ودعائها علي، وشتمها لي على أتفه اﻷسباب، أغضب جدا، وأقول لها كلمة واحدة: الله لا يسامحك، أي: أن الله يراك، ولن يسامحك أبدا، وعندما تسمع هذا تزيد الضرب، والدعاء، والغضب، والشتم، ومع ذلك أذهب وأبكي بمفردي بكاء قاسيا، وأسامحها من جديد، وأدعو الله أن يصلحها لي، ويجعلها بي محسنة، ويجعلني بارة بها، لكن لا فائدة للإحسان معها، فلقد جربت كل شيء معها، فأصبحت ترضى قليلا، وصرت أقوم بأغلب أعمال المنزل؛ بالرغم من كلامها السيئ، والشتم، والاستهزاء بي، ثم ما إن أتكلم أو أتصرف تصرفا خطأ غير مقصود، أو تتدهور نفسيتي بسبب مرض، أو ألم، فأجلس كئيبة، ولا أستحمل قباحاتها وقبح تصرفهم، فتنسى كل شيء جميل قدمته لها، وتتأجج ظلما وعدوانا علي، وكأني أسوأ إنسان على الأرض، وأنا أتمنى أن تكون أمي جيدة حسنة، تعاملني معاملة جيدة؛ لأكون لها بنتا أحبها وتحبني، فما توجيهكم لي -بارك الله فيكم-؟ وكيف أتصرف معها؟ فلقد احترت، وهل غضبها علي، ودعاؤها يستجيبه الله؟
حسبي الله ونعم الوكيل، أنتظر ردكم ودعاءكم لي، وهل أهديها من أموالي؟