السؤال
أنا فتاة عزباء، عمري 28 سنة، عندي مرض الالتهاب الكبدي ب، مع العلم أن الفيروس عندي بنسبة ضعيفة، وخامل، ولم يسبب لي أي أعراض، وأي ضرر الحمد لله، فقد اكتشفته بالصدفة.
عندما يتقدم الخطاب لخطبتي يتخوفون من المرض كثيرا، خاصة عندما أصارحهم بالمرض منذ البداية، مع العلم أن هذا الفيروس لديه تطعيم يحمي الزوج من العدوى. وتوجد تطعيمات تحمي الأطفال عند إنجابهم، لكي لا تنتقل إليهم العدوى.
تقدم لخطبتي شاب، ولم أخبره إلى حد الآن عن المرض.
فهل يجوز لي أن لا أصارحه بالمرض من البداية، وأتركة يكتشف المرض عند عملي لتحاليل الزواج.
لقد تعبت نفسيا كثيرا، ولا أدري ماذا أفعل؟
أرجو إفادتي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يشفيك من هذا الداء شفاء تاما، لا يغادر سقما، ونوصيك بالتوجه إليه ودعائه، فهو الشافي. واجتهدي في بذل أسباب الشفاء، ومقابلة المختصين من الأطباء، فما من داء إلا وله علاجه، روى أحمد في المسند عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.
ونسأله سبحانه، أن ييسر لك زوجا صالحا.
وقد سبق وأن بينا أن من المقرر عند أهل العلم ثبوت خيار الفسخ بالأمراض المعدية، والمنفرة، فراجعي فتوانا رقم: 6559.
فإذا كان هذا المرض الذي أصابك من جنس هذا المرض، فيجب إخبار الخاطب به عند الخطبة، ولو أدى ذلك إلى رفضه للخطبة، فالكتمان والحالة هذه نوع من الغش، وهو محرم شرعا، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا. والفحص قد لا يظهر معه المرض، مع وجوده في الوقت ذاته.
واعلمي أن تقوى الله من خير ما يتوصل به لبلوغ الغايات، وسبيل للمخرج من كل ضيق، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا {الطلاق:2}. وعسى أن يجعل الله ذلك سببا لشفائك تماما من هذا المرض.
والله أعلم.