حكم الاعتزاز بالمال أو الأملاك أو الذكاء

0 84

السؤال

جزاكم الله خيرا، وبارك في علمكم، وزادكم رفعة. هل يجوز للشخص الاعتزاز بأمر من أمور الدنيا -مثل الاعتزاز بالمحصلة العلمية، أو الاعتزاز بكثرة العلاقات الاجتماعية، أو الاعتزاز بالمال والأملاك، أو الاعتزاز بالذكاء، والقدرة على فهم الأمر- أم إنه لا اعتزاز إلا بالدين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء تحريرا لمصطلح "الاعتزاز": إن معنى كلمة "اعتز" أي: شرف، قال الفراهيدي في كتاب العين: واعتز بفلان: تشرف به. اهـ. وفي القاموس المحيط: واعتز بفلان: عد نفسه عزيزا به. اهـ.

ومن كان معتزا فليعتز بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا بماله، وذكائه، وجاهه، كما قال سبحانه: من كان يريد العزة فلله العزة جميعا {فاطر:10}، قال ابن القيم: أي: من كان يطلب العزة، فليطلبها بطاعة الله: بالكلم الطيب، والعمل الصالح .. اهـ.

وقال صاحب التحرير والتنوير: أي: لا عزة إلا به؛ لأن الاعتزاز بغيره باطل، كما قيل: من اعتز بغير الله هان. اهـ.

ويدخل بالاعتزاز بغير الله: الاعتزاز بالمال، والذكاء، والعلاقات الاجتماعية، فالاعتزاز بهذه إنما هو طلب للعزة في غير مصدرها الحقيقي، بل من سراب، فكم من غني، وذكي، وذي جاه، وهو ذليل؛ لمخالفته أمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الصحيح: وجعل الذل والصغار على من خالف أمري. رواه أحمد.

وانظر الفتوى رقم: 252322 عن العزة: معانيها.. أقسامها.. حقيقتها.. صورها.. وكيفية تحصيلها.

والله تعالى أعلم
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة