السؤال
لقد قمت بشركة مضاربة مع صديقي، فدفعت له المال، ودخل هو بمجهوده، وقد أعطيته المال كاملا منذ البداية، وذلك في المقاولات، ولكن بحجم صغير. على سبيل المثال: إذا كان هناك عقار على الطوب، يحضر العمال، ويقوم بالتشطيب، ويسلم العقار، ولكن الطموح زاد مع الوقت، وقال لي: إن من الأفضل أن نعمل في مدينة السادس من أكتوبر (بلد آخر)، ولكن كانت هناك عقبات، فلم نحصل على أي ربح، ومع سؤالي الدائم له عن العمل، قرر أن لا يكلمني في الموضوع ثانية، بحجة أنني أحبطه، وبعد ذلك كنت أسأله حتى أطمئن، فكان يخبرني أن العمل مستمر
في أوقات، ومتوقف في أخرى، ولكن بدون أي تفاصيل، واقترح علي أن نشتري سيارة، فرفضت، وأخبرته أننا لا زلنا في الأول، وعندما يكبر العمل سنشتري سيارة، واقترح أن نفتح مكتبا، فرفضت لنفس السبب، ولكن بعد فترة وجدته فتح مكتبا، فسألته عن تكلفة فرش المكتب، والإيجار، فلم يعطني إجابة، وكان يهرب من الكلام في هذا الموضوع، وكان يقول لي: في نهاية السنة نتحاسب، ومع ضغطي عليه في السؤال، وبعد عشرة شهور اعترف أنه صرف المبلغ كله تقريبا، ولم يبق معه إلا القليل، فسألته: في أي شيء صرفت النقود؟ فأخبرني أنه دخل في البورصة، وخسر ألف جنيه، وكان ذلك بدون علمي، وأنه صرف الباقي على المواصلات، والمكتب، والمسكن، والأكل والشرب، ولم يستلم تقريبا أي عمل، فسألته عن المدة التي قضاها، فقال: إنها طبيعة الشغل أن تأخذ وقتا حتى تتعلم، وتكون قادرا على أن تكون محل ثقة مدير الموقع؛ لتسليمك عملا في الموقع، وبسؤاله عن الخسارة، طلب مني أن أتحملها أنا كاملة؛ لأنه بذل مجهودا كبيرا، وتم الاتفاق في البداية على أنني في حالة الخسارة أتحملها، ولكني لم أكن أعلم في أي شيء تنفق النقود، ولم أكن أعلم أنه سيتم صرف النقود دون وعي، مع العلم أني دخلت معه من البداية لمصلحتي أولا، ولمصلحته ثانيا، فقد كان في مقدوري إدخال النقود في شيء آخر، ولكن فضلت أن أعطيها له، خاصة أنه كان قد تخرج حديثا، وكانت بينه وبين والده بعض المشاكل، فلم يستطع أن يطلب من والده نقودا، فكانت من وجهة نظري مساعدة له، ومصلحة لي في نفس الوقت، فهل أتحمل الخسارة كاملة، أم يشترك معي في الخسارة، أم يتحمل هو الخسارة؟ وآسف جدا على الإطالة.