السؤال
هل توجد شفاعة في الآخرة؟ وما تفسير هذه الآية (قل لله الشفاعة جميعا)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الشفاعة في الآخرة أنواع: - منها شفاعته صلى الله عليه وسلم: وهي عامة وخاصة، وقد ذكرتا مفصلتين في الفتوى رقم: 10268. - ومنها شفاعة القرآن لمن يقرؤه ويعمل به في الدنيا: ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. وقال صلى الله عليه وسلم: القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير. - شفاعة الشهيد في سبيل الله تعالى: فإنه يشفع في سبعين من أهله، ففي سنن الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للشهيد ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. - شفاعة بعض الصالحين: فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر" أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني. - شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين: ففي صحيح مسلم أن الله عز وجل يقول: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما. أما الآية الكريمة، فقد ذكر ابن كثير في تفسيرها ما يلي: يقول تعالى ذاما للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله، وهم الأصنام والأنداد التي اتخذوها بلا دليل ولا برهان، وهي لا تملك شيئا من الأمر، وليس لها عقل تعقل به، ولا سمع تسمع به، ولا بصر تبصر به، بل هي جمادات أسوأ حالا من الحيوانات بكثير، ثم قال {قل} أي يا محمد لهؤلاء الزاعمين أن ما اتخذوه شفعاء لهم عند الله تعالى، أخبرهم أن الشفاعة لا تنفع عند الله إلا لمن ارتضاه وأذن له، فمرجعها كلها إليه من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه[البقرة:255]. اهـ والله أعلم.