السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب الحمد لله، وصلاة وسلام على السراج المنير.
سؤلي هو: ما هو موقف الدين، وكتاب الله، وسنة رسول الله، والإنسان، وفطرة العبد، وسنة الحياة والمجتمع، من مظهر الناس الخارجي في اللباس، والنعل والشعر وغيرها.
فهل يأخذ الشخص هذا بعين الاعتبار في شكله، ومظهره، وفي شؤون الحياة؟
في هذا الزمن أصبح المظهر الخارجي خدعة، فإذا رأى الناس شخصا ما، ذا مظهر خارجي جميل وأنيق، قالوا هذا شخص ذو مال، أو منصب، أو غيره مما يناسب مقامه، ولا يعرفون ما في نفسه وقلبه، وضميره.
فكيف كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان متواضعا في شأنه كله، ونعلم أن الأنبياء كانوا عندما يدعون إلى الله، فأغلب الذين يؤمنون بهم فقراء وعبيد، وكان كبار القوم يشترطون طردهم؛ لعدم المساواة بينهم وبينهم، ولكن الله سبحانه وتعالى نهى عن ذلك لحكمة. وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم. رواه مسلم. وقول الله -تبارك وتعالى- في حق المنافقين: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة {المنافقون: 4}. فهؤلاء من أهل النفاق، وصفهم الله -عز وجل- بهذه الصفات التي تدل على كمالات جسمانية، كمال الصورة الظاهرة: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم؛ لما فيها من القوام الذي لربما قد ظهرت عليه آثار النعمة؛ لأن هؤلاء المنافقين لم يكن لهم هم إلا هذه الحظوظ الدنيوية.
أنا لا أعترض على الاهتمام بمظهر الإنسان، فقد كان رسول الله جميلا في كل شيء، ولكن قصدي هل نعتبره في شكله، أو لبسه، فقد يكون فقيرا أو مسكينا، أو غير ذلك.
فهل نلومه؟ كلا، بل أحاسبه بأخلاقه وأمانته، وصدقه، وتعامله ونجاحه، فقد نسمع بمن قد تزوج، أو تعامل مع شخص؛ لأنه لم يقبل، أو يوافق إلا لأنه خدعه بصره، ونفسه، فرأى بعد ذلك ما لم يكن يعلمه سابقا.
هذا، وشكرا لكم.