السؤال
ما حكم من ترك بعض المحرمات لسبب دنيوي مثل من يترك التدخين لأنه يخاف على صحته؟ حيث قرأت أن من فعل عبادة وكان دافعه الأساسي للدنيا فقد كفر، فهل نفس الحكم في ترك المحرمات؟ وإذا كان هذا كفرا، فهل يعذر من كان يجهل هذا الأمر؟.
ما حكم من ترك بعض المحرمات لسبب دنيوي مثل من يترك التدخين لأنه يخاف على صحته؟ حيث قرأت أن من فعل عبادة وكان دافعه الأساسي للدنيا فقد كفر، فهل نفس الحكم في ترك المحرمات؟ وإذا كان هذا كفرا، فهل يعذر من كان يجهل هذا الأمر؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نقول: إن قولك: حيث قرأت أن من فعل عبادة وكان دافعه الأساسي للدنيا فقد كفر ـ ليس صحيحا، فلا يصح أن يقال إن من فعل ذلك فقد كفر، هكذا بإطلاق، بل الصواب أن يقال إن هذا شرك بالله تعالى، ثم قد يكون شركا أكبر، وقد يكون شركا أصغر، قال ابن عثيمين: إن الرياء قد يكون شركا أكبر وقد يكون شركا أصغر على حسب ما قام في قلب الفاعل، فمن فعل العبادة لمجرد الرياء فقط، فهذا مشرك شركا أكبر، لأنه لم ينو لله تعالى إطلاقا، ولا يريد التقرب إليه، إنما يريد التقرب إلى الناس فقط، ومن كان يريد الله عز وجل لكن يحب أن يراه الناس حتى يمدحوه، فهذا رياء، ولا يصل إلى الشرك الأكبر. اهـ.
ثم إنه لا شك أن ترك المحرمات مفيد على كل حال، فصاحبه إما أن يكون مأجورا، وإما أن يكون لا له، ولا عليه، وانظر الفتويين رقم: 247003، ورقم: 211903، وما أحيل عليه فيهما.
ولذلك، فإن الذي يترك التدخين حفاظا على صحته، أو لأن في ذلك مصلحة من مصالحه الدنيوية، يسلم من إثمه، لكنه لا أجر له على تركه، لعدم قصده بذلك الترك وجه الله تعالى واجتناب ما نهى عنه، وقد بينا حكم فعل العبادة لأجل الدنيا في جملة من الفتاوى انظر مثلا الفتويين رقم: 312220، ورقم: 190495.
والله أعلم.