السؤال
إذا عملت ثم رزقت مالا، فهل الله قدر علي السعي للعمل، والعمل، والرزق؟ فإذا عملت فهل أقول: الله قدر علي العمل، وإذا لم أعمل أقول: إن الله لم يقدر لي العمل؟ أم إن الله علم أني سأعمل، فكتب لي رزقا, ومثله عن الدعاء.
وما علاقة علم الله بالقدر؟ فهل على أساس علم الله بأفعالي، يكتب لي رزقي مثلا؟ وأريد اسم كتاب عن القدر، تكون فيه مسائل كثيرة، غير المجلد الثامن؛ لأنه صعب قليلا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعقيدة أهل السنة والجماعة أن كل شيء في هذا الكون إنما يقع بتقدير الله تعالى، فقد علم سبحانه كل شيء، وقدره، وشاءه، وخلقه، وأوجده، لا فرق في ذلك بين الأسباب والمسببات، فالله خالقك، وخالق عملك، ومقدر الرزق المترتب على هذا العمل، وهو الذي قدر دعاءك، وقدر استجابته، وهكذا.
فعملك مقدر لله، والرزق المترتب على العمل مقدر لله، ولا يخرج شيء في الكون عن أن يكون بتقدير الله تعالى.
وكل ما يكون في الكون، فإنه موافق للعلم الأزلي، فقد علم الله أزلا ما هو كائن، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
وننصحك بقراءة الجزء الذي كتبه الشيخ عمر الأشقر -رحمه الله- حول القدر ضمن مجموعة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة، وللشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- رسالة لطيفة في القضاء والقدر، في مطالعتها نفع -إن شاء الله-.
والله أعلم.