السؤال
أنا شخص أعاني من مرض القولون العصبي، حيث ذهبت للدكتور، وتناولت بعض الأدوية، لكن لا جدوى من ذلك.
فمشكلتي هي أني كلما أكلت شيئا، أو كان الجو باردا، أو كنت منفعلا؛ تنتفخ بطني، وتخرج مني أصوات، فغالبا لا أستطيع المحافظة على وضوئي، حيث إني أتوضأ لكل صلاة مرة، وأحيانا بعد الوضوء، أثناء الصلاة تكون هناك حركة في الدبر، ففي هذه الحالة هل يلزمني إعادة الوضوء مرة أخرى، أم أكتفي بوضوء واحد لكل صلاة، مع العلم أني سألت إمام المسجد، وقال لي إنه لا يجوز أن أتوضأ قبل الأذان حتى ولو قبل عشر دقائق، بل يجب أن أتوضأ لكل صلاة مرة عندما يؤذن لها.
أحيانا أريد الذهاب للمسجد قبل الأذان؛ لكي أقرأ القرآن، وبعدها أصلي.
فهل يجوز لي أن أتوضأ مرة واحدة للصلاة، ومن ثم أقرأ وردي اليومي من القرآن بوضوء واحد؛ لأني أحيانا أجد مشقة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد سماع الأصوات في بطنك، أو الشعور بحركة، لا يحكم معه بالقطع بخروج شيء من الدبر، فالأصل أنه لم يخرج منك شيء، فلا تحكم بأنه قد خرج منك شيء إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، ثم إذا كنت تتيقن خروج الخارج منك، فإن كان خروجه مستمرا بحيث لا يتوقف زمنا معلوما يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فحكمك حكم صاحب السلس، فتتوضأ بعد دخول وقت الصلاة، وتصلي بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، وانظر الفتوى رقم: 119395، ورقم: 136434.
ومذهب المالكية أنه لا يلزمك الوضوء لوقت كل صلاة، ولا يجب عليك الوضوء والحال هذه إلا إذا أحدثت باختيارك، والأحوط هو قول الجمهور، وإن كان أخذك بقول المالكية عند المشقة والحرج، مما لا حرج فيه، وانظر الفتوى رقم: 134759.
وأما إن كان الخارج يتوقف زمنا معلوما يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فلست صاحب سلس، ويجب عليك أن تنتظر حتى يجيء ذلك الوقت، فتتوضأ وتصلي ولو فاتتك الجماعة؛ لأن الصلاة بطهارة متيقنة، مقدمة على فعل الجماعة، وانظر الفتوى رقم: 114190.
والله أعلم.