السؤال
أنا فتاة كنت من المتميزات دراسيا في الجامعة، فجأة أصبحت لا أطيق الدراسة، وأصبحت علاماتي تنزل، حتى رسبت، وقررت أن أترك الدراسة.
رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وقد كان في مكان يشبه الجامعة التي أدرس فيها، كنت أنظر إليه، وكان ظهره مقابلا لي، ثم استدار باتجاهي وابتسم.
بعد 6 أشهر تقريبا، علمت أني مسحورة بسحر تعطيل الدراسة، وأنا الآن أتعالج، ووضعي قد تحسن قليلا والحمد لله.
تذكرت حلمي برؤية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقرأت عن أوصافه، وقد كانت مطابقة تماما لما رأيته، غير أنه كان في المنام بدون لحية.
سؤالي: هل ما رأيته كان الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كان هو. فهل رؤيتي له بدون لحية، تدل على تقصيري في العبادات؟
عذرا على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولك العافية من كل شر، وأن يعينك على طلب العلم.
واعلمي أن من المبشرات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته الثابتة في السنة الصحيحة، والتي ذكرها من وصفوه من أصحابه -رضوان الله عليهم- وهي موجودة في كتب الشمائل والسير، وذلك لأن الشيطان لا يتخيل به صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين: من رآني في المنام، فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي. وفي رواية: فقد رأى الحق.
وفي رواية للبخاري: ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار.
لكن لا يقال لأحد إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، إلا لمن رآه على صورته المعروف بها، ولا شك أن من بديهيات المعلومات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم له لحية، بل كان كث اللحية، كما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة -رضي الله عنهما- في صفته عليه الصلاة والسلام: وكان كثير شعر اللحية.
وقال البخاري بعد الحديث السابق: قال ابن سيرين: إذا رآه على صورته. اهـ.
وقال ابن حجر في الفتح: وقد رويناه موصولا .. عن أيوب قال: كان محمد -يعني ابن سيرين - إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصفه له صفة لا يعرفها، قال لم تره" وسنده صحيح. ووجدت له ما يؤيده، فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب، حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي، فشبهته به، قال: قد رأيته". وسنده جيد. انتهى.
أما تعبير الرؤيا المذكورة ودلالتها، فلا علم لنا به.
والله أعلم.