من جلس في مكان وفارقه ثم عاد فوجد غيره فيه

0 297

السؤال

جلس صديقي في كرسي ثم قام منه فجلست أنا فيه ثم عاد وقال قم قلت لا ثم قال هذا مكاني قلت لا بل صار مكاني لماذا تقوم منه فذكر حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على أن المكان مكانه فمن يكون صاحب المكان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلعل صديقك يقصد حديث مسلم : من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به. وقد تكلم النووي على شرح هذا الحديث فقال: قال أصحابنا: هذا الحديث في من جلس في موضع من المسجد أو غيره لصلاة مثلا، ثم فارقه ليعود، بأن فارقه ليتوضأ أو يقضي شغلا يسيرا ثم يعود، لم يبطل اختصاصه، بل إذا رجع فهو أحق به في تلك الصلاة. فإن كان قعد فيه غيره فله أن يقيمه، وعلى القاعد أن يفارقه لهذا الحديث، هذا هو الصحيح عند أصحابنا، وأنه يجب على من قعد فيه مفارقته إذا رجع الأول. وقال بعض العلماء: هذا مستحب ولا يجب وهو مذهب مالك، والصواب الأول. انتهى كلام النووي. وينبغي أن يعلم أنه لا فرق بين من جلس في موضع الصلاة ومن جلس على كرسي في قاعة محاضرات أو قاعة انتظار. وينبغي للمسلمين أن يتعاملوا بالحسنى وأن يؤثر بعضهم بعضا في غير القربات، وأن يخضعوا للحق، ولا سيما إذا احتج عليهم بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة