السؤال
خلقنا الله في الدنيا لنعبده وجعل في الدنيا الظلم والعدل، ألا يحسب هذا من السادية؟ فلماذا نعاني في الدنيا والله غني عنا؟ ولماذا نخلق ونبتلى في الدنيا ونعذب أو ندخل الجنة؟ وما الهدف من كل هذا؟ وأنا لم أخير في أن أخلق؟ وهل أنا كالدمية؟.
خلقنا الله في الدنيا لنعبده وجعل في الدنيا الظلم والعدل، ألا يحسب هذا من السادية؟ فلماذا نعاني في الدنيا والله غني عنا؟ ولماذا نخلق ونبتلى في الدنيا ونعذب أو ندخل الجنة؟ وما الهدف من كل هذا؟ وأنا لم أخير في أن أخلق؟ وهل أنا كالدمية؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك، ثم نبدأ من حيث انتهيت، فالإنسان إنما يكون دمية إذا ترك نفسه لهواها، وتأثر بوساوس الشياطين واتبعها، واستبدلها بالوحي المنزل من عند الله، وآثر راحة بدنه على طلب الحق ومعرفته والعمل به!!
وأما حكمة الله في خلقه وقضائه وقدره، فالتسليم لها هو عين العقل والفكر السليم، وليس من المنطق ولا من الحكمة أن يحكم المرء نفسه ورأيه في أمور هذا الكون الفسيح والخليقة الضخمة، ولا أن يركز على جانب واحد من مظاهر الحياة الدنيا، ويغفل أو يتغافل عن بقيتها، ولا أن يقحم عقله الضعيف فيما يعجز عنه ولا يتحمله، ولا أن يجعل حالته النفسية وظروف بيئته ومرحلته التاريخية، حجة له في الحكم على الخليقة البشرية برمتها!!! والمقصود أن طرق مثل هذا الموضوع العظيم بهذا التسطيح المخل، لا يتفق مع حكم العقل السليم، فضلا عن حكم الشرع الحكيم! فحاننيك.. ورفقا بنفسك.. فالأمر يحتاج إلى مقدمات ضرورية، ومبادئ أساسية، وأصول فكرية، تتدرج من الأهم إلى المهم، ومن الأصول إلى الفروع، ومن المقدمات إلى النتائج.. وهذا ما سنقصر فيه إن أردنا الإلمام به في مجال الفتوى، فالأمر يحتاج إلى مطالعة ومباحثة واعية وطويلة ومتدرجة ليصل صاحبه إلى اليقين، وإلى تسهيل وإسهاب في القول وتلوين في الخطاب.. ولذلك نختار لك أسهل ما عرفنا في الكتب وأشوقها وأيسرها أسلوبا، مما وضعه غير المتخصصين في دراسة الشريعة، بل هو طبيب شاب رشيق القلم، يحسن مخاطبة شباب العصر، فجمع ما تيسر له من الأسئلة الوجودية التي تتعلق بفهمنا للواقع الذي وجدنا أنفسنا فيه، وما نستفيده من القرآن في جوابها، وهو كتاب الإجابة: القرآن وأسئلتك الوجودية، وهو متوفر على الإنترنت، وتجدين فيه فصلا عن العدل الإلهي عن وجود الحجة ووجود العذاب في الآخرة من ص: 332، إلى ص: 349، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 44950، 113166، 117638، 137631، 175719، 111261.
والله أعلم.