السؤال
أيهما أصح قول: سبحان ربي العظيم وبحمده أم سبحان ربي العظيم فقط في الركوع؟ وكذلك في السجود هل الأصح سبحان ربي الأعلى وبحمده أم سبحان ربي الأعلى فقط؟
وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيهما أصح قول: سبحان ربي العظيم وبحمده أم سبحان ربي العظيم فقط في الركوع؟ وكذلك في السجود هل الأصح سبحان ربي الأعلى وبحمده أم سبحان ربي الأعلى فقط؟
وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فأما قول: سبحان ربي العظيم في الركوع، و سبحان ربي الأعلى في السجود فمتفق على صحته بين الفقهاء، وأما زيادة (وبحمده) فيهما، فمن الفقهاء من أجازها، ومنهم من منع من قولها، بناء على ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عدمه. والصحيح أنها زيادة ثابتة، كان يقولها صلى الله عليه وسلم كثيرا، ولكن الذي عليه أكثر الروايات وأصحها الاقتصار على (سبحان ربي العظيم) و (سبحان ربي الأعلى). أما هذه الزيادة فأخرجها أبو داود في سننه وعقب عليها بقوله: وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة. ولم يقطع بشذوذها. هذا وقد صححها غير واحد من أهل الحديث، وبذلك حكم الألباني في صحيح أبي داود، وأوردها صيغة صحيحة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (ص133)، وعزاها هناك لأبي داود والدارقطني وأحمد والطبراني والبيهقي. مع أن الروايات التي عند الدارقطني والطبراني ضعيفة كما بينه صاحب "عون المعبود". وقال بعد إيراده لعدد من طرقها: وفي هذا جميعه رد لإنكار ابن الصلاح وغيره لهذه الزيادة، وقد سئل أحمد بن حنبل فيما حكاه ابن المنذر فقال: أما أنا فلا أقول وبحمده. قلت: وأصل هذه في الصحيح عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك. اهـ هذا وقد صحح الموفق ابن قدامة وغيره قولها، حيث قال في المغني: وإن قال (سبحان ربي العظيم وبحمده) فلا بأس، فإن أحمد بن نصر روى عن أحمد أنه سئل عن تسبيح الركوع والسجود (سبحان ربي العظيم) أعجب إليك أو (سبحان ربي العظيم وبحمده)؟ فقال: قد جاء هذا وجاء هذا، وما أدفع منه شيئا. وقال أيضا: إن قال (وبحمده) في الركوع والسجود أرجو ألا يكون به بأس. وذلك لأن حذيفة روى في بعض طرق حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده)، وفي سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده)، وهذه زيادة يتعين الأخذ بها. وروي عن أحمد أنه قال: أما أنا فلا أقول وبحمده. وحكى ذلك ابن المنذر عن الشافعي وأصحاب الرأي. ووجه ذلك أن الرواية بدون هذه الزيادة أشهر وأكثر، وهذه الرواية قال أبو داود: "نخاف ألا تكون محفوظة". وقيل: هذه الزيادة من رواية ابن أبي ليلى فيحتمل أن أحمد تركها لضعفه عنده. اهـ والخلاصة أن زيادة (وبحمده) صحيحة ثابتة، يستحب الأخذ بها أحيانا، وأحيانا يتركها المصلي اتباعا للسنة. والله أعلم.