السؤال
تعرفت على إحدى الفتيات في مكان عملي وبعد فترة وجيزة اكتشفت أنها فاحشة فابتعدت عنها ولم أفش سرها. الآن هي تعمل في مكتب آخر صاحب هذا المكتب ماجن مشهور والمكان نفسه له ملف لدى سلطات الآداب وعلمت وبما لا يدع مجالا للشك أن هذه الفتاة من أبرز عناصر هذا الملف وأنها مازالت تمارس المجون رغم أنها قد تزوجت والأمر أنها تتوقع طفلا. أنا الآن حائرة هل أصمت وأنا أرى صديقات لي على خلق ودين يصاحبنها دون أن يدرين من تكون أم أخبرهن وأفضح سرها عسى أن يهدينها و يرشدنها بأنفسهن- فليس لي عليها تأثير حتى أنصحها وأهديها- علما بأن هؤلاء الصديقات لهن صلة رحم بزوجها فإن بحن بالسر كنت سببا في طلاقها وأنا لا أريد ذلك خصوصا وأن هناك طفل قادم. أفكر في الذهاب إلى ذويها- أمها وأبيها - فهم أحرص على سترها من صديقاتها. وأحيانا أرى الصمت أفضل. أفتوني ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنك قد أحسنت عندما ابتعدت عن صحبة هذه الفتاة المنحرفة؛ لأن القرين له تأثير على من يصحبه؛ فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد ريحة طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة. متفق عليه.
ومن النصيحة أن تنصحيها هي أولا ولا تفشي سرها لأحد، فإذا لم يفد ذلك فأخبري والديها بما هي عليه من أخلاق فاسدة، إذا كنت تتوقعين فائدة من ذلك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
وإذا لم يفد والداها، فبلغي سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فعن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. متفق عليه.
فإن فعلت ذلك برئت ذمتك إن شاء الله.
والله أعلم.