أخذ قرض ربوي لسداد مبلغ الفيزا

0 111

السؤال

أنا شاب، خلال فترة في عملي، عرض علي البنك أن أعمل فيزا مشتريات لمدة 55 يوما، أشتري بها أي شيء، وأسدد خلال ال55 يوما، فوافقت؛ لأني أحيانا أكون محتاجا لشيء، والفلوس غير كاملة.
في البداية كنت أشتري السلعة، وأسدد خلال ال55 يوما، إلى أن جاءت مناسبة من المناسبات نزلت، ولم أنتبه للصرف، إلى أن وصلت لأقصى مبلغ، وبدأت أتعثر في السداد، وبدأت أدفع عليها فوائد والمبلغ ثابت، وأحد أقاربي عرض علي أن أسحب قرضا بقيمة الفيزا، وأسددها نهائيا، وأقفلها، وأسدد القرض الذي سيكون بقسط بسيط في الشهر على 5 سنوات، وأنا أعرف أن القرض حرام بسبب الفوائد، لكني أدفع الفوائد على كل حال، والمبلغ ثابت، فهل يجوز أن أسحب قرضا لسداد الفيزا، أو أنني بذلك أسدد حراما بحرام؟ مع العلم أني أحاول أن أدفع مبلغا بسيطا زيادة على الفوائد كل شهر؛ لمحاولة سداد الفيزا، فهل أستمر على ذلك، أو آخذ قرضا، وأغلق الفيزا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فما وقعت فيه، سببه عدم الوقوف عند حدود الشرع في منع التعامل بالربا، وينبغي أن يكون في ذلك موعظة لك، وتنبيه، وحاجز عن الوقوع في الربا ثانية، فلا خير فيه، وقد توعد الله بمحاربة أهله؛ قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله [البقرة:279].

فتب إلى ربك، وحاول التخلص من تلك البطاقة بالوسائل المشروعة، لا بالدخول في عقد ربوي آخر، وما ذكرته ليس بضرورة تبيح لك الدخول في عقد ربوي آخر. 

ويمكنك البحث عن وسائل مشروعة، كالدخول في عقد تورق مع شخص، أو مؤسسة لتحصل على المال، وتسدد به دين البطاقة، وتنهي أمرها.

ومن تحرى المباح وجده، ونوصيك بالإكثار من الدعاء، ولا سيما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة؟! قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا قلته، أذهب الله همك، وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال. قال: ففعلت، فأذهب الله تعالى همي، وقضى عني ديني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة