السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لاتاحة الفرصة
سؤالي غريب بعض الشيء ولكنه متفشي في مجتمعاتنا العربية وهو كراهية جنسية معينة لجنسية أخرى واعتقاد أن الجنسية الفلانية أناس غير جيدين أو كذابين أو نصابين وما إلى ذلك وهل يجوز أن يعامل إنسان ما بحكم مسبق على أنه من جنسية كذا وبالتالي فهو غير جيد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يحمل في قلبه البغض والكراهية لإخوانه المسلمين لمجرد أنهم يحملون جنسية معينة، أو ينسبون إلى جهة أو قبيلة أو عنصر. فإن هذه نظرة جاهلية أبطلها الإسلام، وعنصرية جديدة أبرزتها الجاهلية الحديثة، عندما قسمت العالم الإسلامي إلى جنسيات عدة وأوطان مختلفة.
ومبدأ التعميم مبدأ غير سليم يرفضه العقل الصحيح والشرع الصريح. قال الله تعالى: ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى[الأنعام:164].
والناس بجبلتهم مختلفون ولو كانوا إخوة أشقاء، فهم مختلفون في الطباع والأذواق وفي الاستقامة والانحراف، كاختلافهم في الألسنة والألوان، وكل ذلك من آيات الله تعالى في هذا الكون وعظيم قدرته في هذه الحياة. فلا ينبغي للمسلم أن يكون ناقما على جنسية معينة وتعميمها بوصف - سواء كان صوابا أو خطأ - قد اتصف به بعض أفرادها، فهذا ليس من الحكمة ولا من الإنصاف أو العدل.
والتعصب لمبدأ الجنس أو القوم أمر ممقوت طبعا ومرفوض شرعا، حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ...إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، والناس بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين أقوام عن فخرهم برجال، أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن. رواه أحمد وأبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: ...دعوها فإنها منتنة. وفي رواية: فإنها خبيثة. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وقال الله تبارك وتعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير[الحجرات:13].
وعليه فإن مفهوم القومية أو الوطنية أو الجهة، مفهوم جاهلي خاطئ يرفضه الإسلام، فلا قومية ولا جنسية أرفع من التقوى.
والله أعلم.