السؤال
ابتلاني الله بالحب قبل الزواج ولم يجعل لي نصيبا.
تزوجت من زوج فاضل يعلم الله مدى حبي له وإخلاصي وخدمتي له ولأطفالي، وإني كنت أعمل الليل بالنهار لتوفير لقمة العيش، وهاجرت إلى أوربا
ما يحصل أحيانا أن الأول يأتي إلى بالي دون إرادتي، أتذكره كثيرا وأشعر بالذنب تجاه زوجي وإن صارت الآن في فترات بعيدة بعد 16 عام من الزواج وأقول ربي لا تحاسبني على ما ليس بيدي وهو من عندك، أزيد من حبي لزوجي وأطفالي الأدهى من هذا أشعر بأني حرمت منه في الدنيا وأقول ربي إن حرمتني من وصاله في الدنيا لا تحرمني منه في الآخرة وبعدها أندم وتصورت أنني نسيته لأفاجأ به يظهر مرور الكرام في تقرير تلفزيوني وظللت أياما أتذكره
هل سيحاسبني الله؟ أفتوني جزاكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحياة الزوجية رباط وثيق، وميثاق غليظ يقوم على الإخلاص في الألفة والمودة والمحبة، التي يكون نتاجها الوفاء والرحمة والسكن والاطمئنان، وقد أباح الله للزوج أن يتزوج أكثر من واحدة بشرط ألا يزيد على أربع نسوة، ولم يبح للزوجة إلا زوجا واحدا، وهذا من حكمة الله تعالى؛ لأن التعدد يليق بالرجل ولا يليق بالمرأة، فإذا منع الله تعالى المرأة من الزواج بأكثر من زوج، والزواج حلال في الأصل، فلأن يمنعها من التفات قلبها إلى غير زوجها من باب أولى؛ لأن ذلك حرام في الأصل، وتعلق القلب بغير الزوج معصية للرب، وخيانة للزوج لا يرضاها الله تعالى، ولا يقر عليها خلق أو دين.
فالواجب على الأخت السائلة أن تتوب إلى الله تعالى مما وقعت فيه قديما مع الشخص المذكور، إذ الحب الذي شاع بين الرجال والنساء بصفته المعروفة محرم شرعا؛ لأنه زلة تتبعها زلات، وخطوة إلى الشر تتبعها خطوات، ولا يتم الإقلاع عما وقعت فيه إلا بكثرة الاستغفار، والمداومة على الأذكار، واستحضار عظم حق الزوج في النفس، مع تذكر الموت الذي قد يأتيك وأنت على هذا الحال، فتخرج نفسك وأنت عاصية لله. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون[الأنفال:27]، وقال تعالى: فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله[النساء:34].
كما أننا ننصح الأخت السائلة بأن تشغل أوقاتها دائما، فتارة تتعبد، وتارة تجالس زوجها، وتارة تهتم بأبنائها، وتارة تحضر درسا علميا نافعا، أو تلتقي ببعض الصالحات، ونحو ذلك مما يشغل الفكر عن الانشغال بما ذكرت. ولتراجعي الفتاوى التالية: 20459، 5714، 9360، 24376.
ففيها فوائد كثيرة ينفعك الله بها، ونسأل الله عز وجل أن يهد قلبك، وأن يلهمك رشدك، إنه على كل شيء قدير.
والله أعلم.