السؤال
ما حكم الدين في النظر إلى أفلام الجنس لرجل متزوج، وذلك لنية تعلم بعض الأوضاع الجنسية فقط لا غير ودون التلذذ بذلك؟ وما حكم مشاهدتها لغير المتزوجين بغرض التخفيف من حدة الشهوة؟ وشكرا.
ما حكم الدين في النظر إلى أفلام الجنس لرجل متزوج، وذلك لنية تعلم بعض الأوضاع الجنسية فقط لا غير ودون التلذذ بذلك؟ وما حكم مشاهدتها لغير المتزوجين بغرض التخفيف من حدة الشهوة؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما وصل إليه حال المسلمين من ردة في الأخلاق وانقلاب في المفاهيم، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟. رواه البخاري.
فاتبع المسلمون عادات الغرب الوقحة وتركوا شريعة الله تعالى السمحة التي تأمر بالفضيلة وتحث على مكارم الأخلاق. وقد أمر الله تعالى بغض الأبصار عن محارم الناس وعوراتهم فقال: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن…) [النور: 30/31]. ولا يجوز النظر إلى عورة أحد إلا عند الضرورة الملجئة كنظر الطبيب إلى العورة ونحو ذلك.
وأما دعوى التعلم من هذه المناظر القبيحة، أو التغلب على الفتور، فإنها دعوى متهافتة إذ بإمكانه التعلم والتغلب على الفتور بالقراءة في كتب السنة والفقه في كتب النكاح منها، ففيها بعض التفاصيل في هذا الجانب.
أما الأضرار التي يقع فيها الناظر إلى هذه المناظر من إفساد مزاجه على زوجته، وقسوة قلبه،وزهده في الحلال، واشتياقه لمواقعة المحرم.. وغيرها فهي أمور محققة. فلا يجوز النظر إلى هذه الأفلام ولا إدخالها البيوت حيث إن الله تعالى أمر بغض الأبصار وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ العورات إلا من الأزواج وملك اليمين. قال صلى الله عليه وسلم: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك" رواه الترمذي.
وإذا كانت هذه المفاسد ثابتة في حق المتزوج، فإن إفسادها لغير المتزوجين أعظم، وخطرها عليهم أكبر، لأنها تجرئهم على الفواحش، وتهونها في نفوسهم، وتفقدهم المناعة، وتقضي على صبرهم عنها.
وهذه كلها أمور مناقضة لحالهم، ولما هو مطلوب منهم عقلا وشرعا، وهو البعد عن مواطن الإثارة، وغض البصر والتعفف. قال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) [النور: 33].
هذا والله نسأل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يرزقهم الرشد في دينهم.
والله تعالى أعلم.