حقيقة الدنيا والغاية من خلق الإنسان

0 108

السؤال

ما حقيقة هذه الدنيا؟ وماذا يريد الله منا؟ لا أقصد الشعائر كالصلاة والصيام، ولكن ما أهم شيء في الوجود؟
أرجو الإجابة بآيات وأحاديث.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فأهم شيء في الوجود أن يتعرف العبد على مولاه سبحانه وتعالى بأسماء وصفاته وأفعاله، مما أخبر به عن نفسه في القرآن، ومما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 162913.

هذا، واعلم أن الله تعالى قد أوضح حقيقة الدنيا، ولم يدع الخلق في عماية من أمرهم؛ فأعلمهم أنه لم يخلقها لهوا ولا عبثا، وإنما خلقها لحكمة بالغة، وهي امتحان الخلق وابتلاؤهم بعبادته سبحانه وتعالى، قال عز من قائل: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. {سورة الذاريات : 56}. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. انتهى.

وقال سبحانه: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.{سورة الملك: 2}، وهو سبحانه يجازي المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته، كما قال تعالى: أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون{القلم:35، 36}.

فالسعيد في هذه الحياة الدنيا هو الموفق لطاعة الله تعالى، والاستجابة لأمره، والانقياد لشرعه، والشقي فيها هو الذي حرم التوفيق لذلك. وعلى العبد أن يعلم أن طاعته لله إنما تنفعه هو، وأن معصيته إنما تضره، ولا تضر الله شيئا. 

واعلم أن الخوض في مثل هذه الأسئلة، وإطلاق العنان للخواطر المثيرة للشبهات والشكوك، يعود على المرء ودينه بما لا تحمد عقباه، قال الله تعالى: ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم {سورة التغابن:11}. ولمزيد فائدة، انظر الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 75978 / 12222 / 130791 / 114255

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة