السؤال
هل يعد حجاب الموضة (الذي لا تتوفر فيه شروط الحجاب الصحيح) ثوب شهرة، خاصة لمن تبدأ في ارتدائه قبل غيرها، حتى يقلدها غيرها؟
هل يعد حجاب الموضة (الذي لا تتوفر فيه شروط الحجاب الصحيح) ثوب شهرة، خاصة لمن تبدأ في ارتدائه قبل غيرها، حتى يقلدها غيرها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلباس المرأة الذي لا تتوفر فيه المواصفات الشرعية، لا يجوز لها أن تخرج به بحيث يراها الأجانب، ومع ذلك فإنه لا يعتبر لباس شهرة لمجرد أنه يفتقد للمواصفات الشرعية، وربما دخل في لباس الشهرة إذا كان مخالفا للباس النساء، ولباس الشهرة هو اللباس المخالف للملابس المعروفة لعامة الناس في لونه، أو شكله بحيث يلفت الأنظار، ويتميز به صاحبه عن غيره عجبا وكبرا.
قال ابن تيمية في الفتاوى: وتكره الشهرة من الثياب، وهو المترفع الخارج عن العادة، والمتخفض الخارج عن العادة؛ فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين المترفع والمتخفض. وفي الحديث:{من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله ثوب مذلة}. وخيار الأمور أوساطها. اهـ.
وجاء في الإنصاف للمرداوي الحنبلي: وقال الشيخ تقي الدين ـ ابن تيمية: يحرم شهرة، وهو ما قصد به الارتفاع، وإظهار التواضع.
وقال ابن الأثير: الشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه يشتهر به بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعجب والتكبر. اهـ .
قال الشوكاني في نيل الأوطار: قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوبا يخالف ملبوس الناس من الفقراء، ليراه الناس فيتعجبوا من لبسه ويعتقدوه، قاله ابن رسلان.
وإذا كان اللبس لقصد الاشتهار في الناس، فلا فرق بين رفيع الثياب ووضيعها، والموافق لملبوس الناس والمخالف؛ لأن التحريم يدور مع الاشتهار، والمعتبر القصد وإن لم يطابق الواقع. اهـ.
وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو الذي إذا لبسه الإنسان افتضح به، واشتهر بين الناس. اهــ.
والله تعالى أعلم.