السؤال
أغار على زوجتي غيرة شديدة. أكره أن تمشى كثيرا أمام إخوتي. أرفض أن تضع الطعام لهم وهم حضور، لا أحب أن تلقي عليهم السلام، وأكره أن يظهر كفاها أمام أحد.
وأنا أظن بذلك أن منعها من التعامل مع أي رجل عدا محارمها، يزيد عندها الحياء، خاصة أني اكتشفت أنها كانت تتعامل مع الشباب في الجامعة يوميا، ويخرجون سويا. وعندما علمت كدت أن أطلقها، ولكن قررت أن أبقي عليها؛ لأني أحسست منها الطيبة، وحب الصلاح وهي تحفظ القرآن حاليا مع محفظة.
هل ما أفعله غيرة محمودة، أم غير محمودة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن الغيرة على العرض من شيم المؤمن، وخصال الرجولة التي أمر بها الشرع؛ ففي الصحيحين - واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه.
والغيرة في هذه الأمور التي تحمل المرأة على الحياء، نوع من الغيرة المحمودة، ما دامت في حدود الاعتدال، ولم تخرج إلى نوع من الوساوس والأوهام.
قال ابن تيمية: فالغيرة الواجبة ما يتضمنه النهي عن المخزي، والغيرة المستحبة ما أوجبت المستحب من الصيانة. وأما الغيرة في غير ريبة، وهي الغيرة في مباح لا ريبة فيه، فهي مما لا يحبه الله، بل ينهى عنه إذا كان فيه ترك ما أمر الله؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله، مساجد الله، وبيوتهن خير لهن. اهـ.
وانظر للفائدة، الفتوى رقم: 1025.
والله أعلم.