السؤال
يرجى شرح هذا الحديث شرحا وافيا، قال عليه الصلاة والسلام: يؤتى الرجل في قبره، فإذا أتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن، وإذا أتي من قبل يديه دفعته الصدقة، وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد ... صحيح الترغيب 3561.
وهل هناك شروح لمعاجم الطبراني؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا نعلم وجود شروح لمعاجم الطبراني، والحديث المذكور رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني.
ومعنى قوله: "يؤتى الرجل في قبره ... من قبل رأسه ... من قبل يديه ... من قبل رجليه" معناه فيما يظهر أي يؤتى بالعذاب من تلك الجهات، فتأتي تلك الأعمال الصالحة تدفع عنه العذاب وتستنقذه منه.
قال الغزالي في الإحياء: ورد في الأخبار: إن أعمال العبد تناضل عنه، فإذا جاء العذاب من قبل رجليه، جاء قيام الليل يدفع عنه، وإذا جاء من جهة يديه جاءت الصدقة تدفع عنه. اهـ.
وقال أيضا: وقال أبو هريرة: إذا وضع الميت في قبره جاءت أعماله الصالحة فاحتوشته. فإن أتاه من قبل رأسه، جاء قراءته للقرآن، وإن أتاه من قبل رجليه، جاء قيامه؛ وإن أتاه من قبل يده، قالت اليدان والله لقد كان يبسطني للصدقة والدعاء، لا سبيل لكم عليه؛ وإن جاء من قبل فيه، جاء ذكره وصيامه، وكذلك تقف الصلاة والصبر ناحية، فيقول: أما إني لو رأيت خللا لكنت أنا صاحبه. قال سفيان: تجاحش عنه أعماله الصالحة، كما يجاحش الرجل عن أخيه وأهله وولده، ثم يقال له عند ذلك: بارك الله لك في مضجعك، فنعم الأخلاء أخلاؤك، ونعم الأصحاب أصحابك. اهــ.
والله تعالى أعلم.