السؤال
لي صديق عمره الآن 25 سنة بدأ يحس أنه ليس ابن أبيه فعلا، ويسمع من السوق أنه ابن فلان وفيه شبه واضح بالشخص الثاني، هل عليه ذنب أن يسأل أمه عن الحقيقة، وهل على أمه ذنب إذا أخبرته الحقيقة، وكيف يدافع عن كرامته في المجتمع إذا افترضنا أن أباه لم يلاعن عنه، وماذا يفعل بهذا الشخص الثاني الذي يحرج به في كل مكان أمام المجتمع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الولد ابن للرجل الذي ولد على فراشه، ولا عبرة بما يسمع من أي شخص بأنه ابن فلان أو علان، فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
وأما سؤال الأم عن هذا النوع فإنه لا يجوز لأنه سوء أدب معها واتهام لها بالفاحشة، وهذا من أشد أنواع العقوق، فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين وخص الأم بمزيد من البر والاحترام والعناية، وما هي الفائدة التي تعود عليه من سؤال أمه بغض النظر عن جوابها، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم [المائدة:101].
وأما أولئك الذين يقولون عنه إنه ابن فلان أو علان، فهذا قذف يستحق صاحبه حد القذف إذا لم يأت بأربعة شهداء يشهدون أنهم رأوا الرجل المذكور وهو يرتكب فاحشة الزنا بهذه المرأة، قال الله تعالى: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون [النور:4].
وهذا هو السبيل لحفظ كرامته ممن أراد النيل من عرض أمه أو نسبته إلى غير أبيه، أن يرفع عليه قضية بالقذف لينال جزاءه.
والله أعلم.