السؤال
أنا مقيم في أمريكا، حصلت على قرض ربوي من ست سنين لأجل الدراسة، عن جهالة بخطورة الربا، والآن أريد التوبة منه بعد علمي أنه ذنب كبير. البنك يتيح سداد رأس المال فورا للتخلص من العقد، ولدي مبلغ استطعت توفيره من راتبي على مدى السنة الماضية، والآن اكتمل بما يكفي لسداد هذا القرض، لكن بسداده سيعود حسابي البنكي للصفر. كنت أنوي أن أتابع توفير المبلغ إلى أن يصبح لدي مبلغ يكفي حتى أتمكن من العودة للمعيشة في بلد مسلم. أما في حال سدادي سأضطر للمعيشة سنين أكثر للعمل في أمريكا؛ لأتمكن من إعادة توفير مبلغ جديد. ولا أدري ما هو الأولى والأهم في هذه الحالة؟ علما أننا في المدينة التي أسكن فيها يوجد مسجد، ونصلي، وأولادي صغار، ونعيش في بيئة -الحمد لله- نأمن فيها من الفتنة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواقع الذي يصفه السائل لم نستطع استيعابه بالشكل اللازم! فمدة البقاء المطلوبة لتوفير مبلغ آخر يتمكن به السائل من العودة للعيش في بلد مسلم، لا ندري كيف ستطول إذا بادر إلى سداد رأس مال القرض فورا ليتخلص من العقد الربوي! فإن أقساط السداد التي سيوفرها السائل بعد ذلك، ستمكنه من سرعة توفير المبلغ المطلوب، فإنه على أية حال سيقوم بالسداد، فإن سدده مؤجلا على أقساط زادت قيمته بالربا، وإن سدده معجلا سيلغى مبلغ الربا المترتب على التأجيل.
وعلى أية حال، فإن فرضنا أن تعجيل السداد سيحوج السائل إلى البقاء مدة أطول هناك، في حين أن تأجيله سيؤدي إلى سرعة التمكن من تحقيق غايته من مغادرة هذا البلد – فإنه لا يأثم في حال عدم التعجل، لأنه ليس من شرط التوبة من التعامل الربوي أن يعجل بدفع التزاماته البنكية، إلا إن كان في التعجيل إلغاء للفائدة الربوية. وانظر للفائدة الفتاوى التالية: 125997، 98654، 70120.
والله أعلم.