السؤال
لقد اجتمعت أنا وأصدقائي على قراءة ورد يومي من القرآن كل يوم، ونسأل بعضنا بعضا عمن قرأ، ومن لم يقرأ؟
وسؤالي هنا: هل لمن يقرأ، جزاء القراءة، أي أنه في هذه الحالة سيكون من يقرأ، يقرأ حتى يقول عند سؤاله أنه قرأ، ولن تكون النية لله سبحانه عز وجل، وستدخل في معاني الرياء.
فما الحكم؟
وأيضا إذا كانت هناك منافسة بيني وبين شخص ما، على حفظ القرآن، على من يحفظ أكثر.
فهل سيكون لنا جزاء الحفظ، حتى وإن كان أحدنا يحفظ حتى يكون أفضل من الآخر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم الاتفاق على قراءة القرآن، والتواصي به، من مجموعة من الأشخاص، في الفتوى رقم: 176399.
وقررنا أن هذا فعل حسن؛ لما فيه من التعاون على البر والتقوى، لكن يجب على المتعاونين بهذه الطريقة، أن يخلصوا نيتهم لله تعالى، وأن لا يقرأ الواحد منهم ليقول لأصحابه إنه قرأ، بل يقرأ ابتغاء وجه الله تعالى، ورجاء مثوبته، وليكن إخباره لأصحابه بما قرأ، بنية تشجيعهم وحثهم على الخير.
ومثل هذا يقال في التعاون على الحفظ، والتسابق فيه، فهو من التنافس في الخيرات، فيدخل في قوله تعالى: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون {المطففين:26}. لكن يجب على المتسابقين في تحصيل العلم، أو حفظ القرآن، أن تكون غايتهم بذلك مرضاة الله تعالى، وألا يقصدوا إلا التقرب إليه وحده، وإلا وقعوا في الرياء المذموم المحبط للعمل.
فالأمر خطير، يحتاج إلى مراقبة ومحاسبة للنفس، واجتهاد في تحصيل الإخلاص؛ فإن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصا، وابتغي به وجه الله تعالى، وليتنبه إلى ضرورة ألا يحول الشيطان بين الشخص وبين فعل الخير؛ لئلا يقع في الرياء، فذلك مزلق إبليسي يحول به الشيطان بين كثير من الناس وفعل الخير، فالعاقل لا يترك العمل الصالح خوف الرياء، ولا يرائي الناس بعمله، بل يعمل ويخلص في عمله لله تعالى.
والله أعلم.