السؤال
أنا تخرجت من الثانوية -ولله الحمد- ولكن في الثالث الثانوي أعطاني الأستاذ الدرجة الكاملة، علما بأن باقي لي مقاطع لم أسمعها، وكان الشيخ يعلمنا أنها في ذمتكم، وأنه سيعطينا الدرجة الكاملة، وأيضا في المتوسط سبق، وأن غششت وتبت -ولله الحمد- وفي الجامعة الآن أعطاني مدرس القرآن الدرجة الكاملة، وأنا لا أستحقها، وهو يعرف أبي. فما الحكم؟
وكيف تكون نية من يحفظ القرآن في المدرسة أو الجامعة، ويسمعها للأستاذ. أليس هذا ينافي الإخلاص؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمدرس إعطاء الطالب درجة لا يستحقها، لا لكونه يعرف أباه، ولا لغير ذلك من العوارض؛ فإن ذلك من الظلم والغش المحرم. وإذا لم يكن ذلك بطلب ولا تدخل من الطالب، ولا رضا منه بالغش، فلا إثم عليه في فعل المدرس، فإنه لا تزر وازرة ورز أخرى. وانظر الفتوى رقم: 113722.
وأما نية الطالب في حفظ القرآن المقرر في المدرسة أو الجامعة، فيجب أن تكون في الأصل ابتغاء مرضاة الله، وطلب ثواب الآخرة، والانتفاع بهداية القرآن وأحكامه. ويكون ذلك هو الباعث الأصلي لذلك، ثم إذا اجتمع معه غرض إتمام المقرر الدراسي، واجتياز الاختبار، وما يترتب على ذلك من منافع، فإن ذلك يكون شيئا عارضا وتابعا، لا يؤثر على الباعث الأصلي للحفظ. وهذا يختلف كليا مع من غرضه مجرد اجتياز الاختبار وإتمام الدراسة ونيل الشهادة، فهمته متعلقة بذلك وهو باعثه الأصلي وحامله على العمل. وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتويين: 110379، 288973.
والله أعلم.