أحكام من عاهد الله على فعل أمور ولم يفعلها

0 104

السؤال

أنا فتاة أعترف أنني عصبية، وأتضايق كثيرا لأتفه الأسباب، وربما ما زاد هذا هو إصابتي بالوساوس منذ زمن، ولا زالت.
عاهدت الله منذ زمن بأن لا أغضب والدتي مجددا، كان ذلك منذ سنين، ولكن سرعان ما كنت أخلف بوعدي مرارا وتكرارا، وأندم. ولكني الآن فعلا نادمة، وأريد التوبة من ذلك بإذن الله، ولكنني محتارة في مسألة الكفارة: هل تكون علي كل مرة أغضبت فيها والدتي؛ لأنني أعجز عن إحصائها، وكذلك الأمر بصفة عامة: هل من عاهد أن يدرس المنهاج الدراسي في منزله، كل يوم مادة معينة، ثم حدث وأن أخلف وعده بسبب عدم رغبته بالمواد، وأيضا تجميده لعامه الدراسي.
فهل عليه كفارة عن كل يوم لم يدرس فيه؟
أفيدوني وأريحوني، يعلم الله حالتي مع هذه الوساوس.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فأما الوساوس، فعلاجها هو تجاهلها والإعراض عنها.

وأما هذا العهد: فإن صدر منك تحت تأثير الوسوسة، فلا شيء عليك، وكذا إن كان مجرد حديث نفس دون أن تتلفظي بلسانك، وانظري الفتوى رقم: 164941.

وأما إن كان صدر منك مختارة، وكنت تلفظت به بلسانك، فإنه يجري مجرى اليمين، وتلزم بالحنث فيه كفارة، وانظري الفتوى رقم: 135742.

ولا يلزمك إلا كفارة واحدة، ما لم تتلفظي بلفظ يفيد التكرار.

وأما التزام فعل مباح كدراسة مادة معينة بهذه الصيغة، فتجب فيه الكفارة كذلك إذا حنث الشخص فيه، وتتكرر الكفارة إذا كان الشخص قد تلفظ بلفظ يفيد التكرار، وإن لم يتلفظ بلفظ يفيد التكرار فهي كفارة واحدة، ثم إن كفارة الأيمان المتعددة تتداخل عند فقهاء الحنابلة، فتجزئ فيها كفارة واحدة لكون موجبها واحدا، ويسعك ما دمت موسوسة، العمل بهذا القول، وتنظر الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة