السؤال
أنا فتاة أحببت رجلا من أقاربي، لم أخبر أحدا بذلك سوى أختي وصديقتي، ولكن الأمر انتشر لدى الكل، لا أعلم كيف، ومن أخبرهم، وحتى هو بات يعلم، أضف لذلك أني لم أحادثه أبدا، ولم أحاول حتى الاجتماع معه وحدنا، ولكن صديقتي المقربة استطاعت الوصول إليه، وتشاجرنا، وتوقفت هي عن فعل ذلك.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان لك أن تحدثي أختك وصديقتك بما تجدينه من ميل وتعلق بهذا الرجل الأجنبي عنك، لكنك أحسنت في عدم التطلع إلى محادثته، أو الاجتماع به لحرمة ذلك، وقد بينا حكم التعارف قبل الزواج ومخاطره في الفتوى رقم: 9463.
واعلمي أن الميل القلبي لا يؤاخذ المرء عليه ما لم يترتب على ذلك محذور شرعي، لأن الحب من الأمور القلبية التي لا يتحكم فيها الإنسان، ولا يطيق دفعها، وإنما يحرم ما يترتب عليه مما يجر إلى الحرام.
قال ابن تيمية: وأما إذا ابتلي بالعشق وعف وصبر، فإنه يثاب على تقواه الله, وقد روي في الحديث أن من عشق فعف وكتم وصبر، ثم مات كان شهيدا. وهو معروف من رواية يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا, وفيه نظر, ولا يحتج بهذا, لكن من المعلوم بأدلة الشرع أنه إذا عف عن المحرمات نظرا وقولا وعملا، وكتم ذلك فلم يتكلم به حتى لا يكون في ذلك كلام محرم, إما شكوى إلى المخلوق, وإما إظهار فاحشة, وإما نوع طلب للمعشوق، وصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى ما في قلبه من ألم العشق, كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة؛ فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} اهـ.
وراجعي للاستزادة في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.